تنطلق قبل ظهر غدٍ الأحد بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية أعمال الاجتماع مكتب المقاطعة العربية لإسرائيل، الذي يستمر أربعة أيام بمشاركة ممثلين من جميع الدول العربية ما عدا التي استعادت أراضيها المحتلة باتفاقيات سلام مع إسرائيل وهما مصر والأردن. وأعلن السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة لشئون فلسطين والأراضى المحتلة – فى تصريحات ل" بوابة الأهرام" - أن هذا الاجتماع يعقد كل ستة أشهر لمتابعة التقارير التى يقدمها ضباط المقاطعة بالدول العربية المعنية بالإضافة إلى المعلومات الخاصة التى يحصل عليها المكتب بشأن الشركات الأجنبية التي تتعامل مع إسرائيل حتى يمكن اتخاذ الإجراءات المناسبة قبل اتخاذ قرار بمقاطعتها، موضحًا أن نتائج الاجتماع سيتم تضمينها التقرير الذى سيتم إحالته إلى الدورة العادية ال142 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية التى ستعقد يومى 7 و8 سبتمبر المقبل. ولفت صبيح إلى الأهمية الاستثنائية لاجتماع اليوم والتى تتزامن مع التصعيد الخطير والعدوان على قطاع غزة واستمرارها في أعمال القتل والترويع والتدمير، وقال، إن مكتب المقاطعة يعمل على مستويين في المرحلة الراهنة أولهما على المستوى الرسمي بتكليف من القمة العربية ثم ترفع تقاريرها إلى الوزارى العربى المقبل، أما المستوى الثانية فهو على مستوى المنظمات غير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والتي أعرب عن أمله في تكثيف أنشطتها لزيادة عزلة اسرائيل ردًا على ممارسات وانتهاكات قيادتها الحالية في ظل ما ترتكبه من جرائم وشلالات الدم فى غزة واعتداءاتها على القدس ومقدساتها والضفة الغربية فضلًا عما تسعى إليه من تقسيم المسجد الأقصى والذي إن حدث لا قدر الله سيكون كارثة بكل المقاييس وهو ما تستوجب تحركًا عربيًا وإسلاميًا قويًا وفعالًا لوقف هذا المخطط. ورأى صبيح، أن المقاطعة تمثل إحدى السياسات الرامية إلى نصرة الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه المشروعة ووضع حد للطغيان الإسرائيلي كما تشكل في باطنها رسالة سياسية لدفع العدو للإمتثال للقانون والشرعية الدولية والتجاوب مع مبادرة السلام العربية التي طرحها الجانب العربى وقبلها الفلسطينيون منذ 2002، مشيرًا إلى أن المقاطعة ليست اختراعًا عربيًا فقد طبقتها الولاياتالمتحدة ضد كوبا منذ 1962 والتى قامت فى السنوات الأخيرة بتطبيقها صد العديد من المنظمات التى وضعت بعضها على قوائم الإرهاب كما قاطع العالم جنوب إفريقيا عندما كان يحكمها النظام العنصري. وامتدح صبيح القرار الأوروبي بمقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية ووصفه بأنه قرار صحيح لأنه استند إلى أنها مصنعة في أراض محتلة، وهو ما يجعلها لاتتسم بالشرعية وبالتالي فإن كل ما ينتج فيها غير شرعي لأن سلطات الاحتلال تقوم بسرقة الأرض والمياه تحت حماية قوات الجيش والأمن، لافتًا إلى أن الشعب الفسطينى يقوم كذلك بمقاطعة منتجات هذه المستوطنات وهناك توجه لمقاطعة المنتجات الاسرائيلية، مشددًا على أن المقاطعة أسلوب ضرورى فى مواجهة عدوانية الاحتلال التي تتفاقم يومًا بعد يوم خاصة في ظل هذه الظروف التي تقوم فيها إسرائيل بالانتهاك السافر لكل محددات القانون الدولي. وأشاد الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين والأراضي المحتلة، بالمواقف المقدرة لدول أمريكا اللاتينية والتي اعترفت بداية بالدولة الفلسطينية فضلًا عن قيامها بمقاطعة اسرائيل وفى مقدمتها فنزويلا وبوليفيا والأكوادور وغيرها من دول القارة التى انتفضت ضد العدوان الاسرائيلى الأخير على قطاع غزة، داعيًا الدول العربية وأحزابها وقواها السياسية ومنظمات المجتمع المدني بها إلى توجيه رسائل تقدير لحكومات هذه الدول.