نشرت صحيفة النهار اللبنانية اليوم تقريرا حول تداعيات عودة سعد الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق فجأة إلي بيروت يوم الجمعة الماضي قالت فيه إن شائعات تداولت بين السياسيين في اليومين الماضيين ربطت عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان باستحقاق رئاسة الجمهورية. وتداول الناس في اتفاق على العماد جان قهوجي قائد الجيش اللبناني رئيسا ،وسعدالحريري لرئاسة الحكومة، والعميد شامل روكز قائدا للجيش، وتم التداول أيضا في أسماء الوزراء الجدد ونشطت حركة اتصالات المستوزرين، لكن زوار الحريري نقلوا عنه أنه مستعد لتقديم تسهيلات لانتخاب الرئيس شرط أن يبادل الطرف الآخر إلى ملاقاته- قاصدا فريق 8آذار الداعم لميشال عون-، لكنه لن يطرح أي مرشح في انتظار ما يقرره المسيحيون في هذا المجال، وأنه كان يفضل أن يزور قصر بعبدا –القصر الجمهوري - للقاء الرئيس فور عودته الى لبنان. ويؤكد زوار الحريري أنه لن يدخل في بازار الأسماء مع الأشخاص الذين يلتقيهم في لبنان في انتظار الاتفاق على المرحلة المقبلة ومواصفات الرئيس المقبل، حيث يقول الحريري إن الرئيس القوي هو القادر على إعادة جمع اللبنانيين . وأضافت "النهار" أن مرجعا سياسيا قال إن ظروف الانتخاب لم تنضج بعد، وإن ظروف المنطقة المحيطة لا توحي بقرب إجراء الاستحقاق، فكل لاعب إقليمي يحاول أن يتدخل لفرض واقع يلائمه، وبالتالي فإن العرقلة هي الورقة الوحيدة المتاحة للجميع أكثر من القدرة على فرض رئيس. ويرى المرجع السياسي أن لعملية الانتخاب شقين: داخلي وخارجي، وكلاهما غير ميسر حاليا،ففي الداخل لم يقتنع الجنرال ميشال عون بانعدام فرصته الرئاسية وهي الأخيرة، وإلى أن يقتنع شخصيا ويعمل على تزكية مرشح آخر، يستمر التعطيل قائما، خصوصا أن حزب الله غير مستعجل ويفضل الإفادة من الشغور القائم لتغطية حربه في سوريا، وهو يملك قوة التعطيل في داخل الحكومة،ولن يسعى الحزب حاليا إلى الضغط على حليفه عون لاقناعه بالانسحاب، خصوصا أن أي طرف خارجي لم يتوسط لديه للقيام بهذا الدور. أما الخارج فيبدو أكثر تعقيدا خصوصا مع بوادر عودة المملكة العربية السعودية إلى لعب دور في لبنان، وما يمكن أن تذكيه هذه العودة من حرب باردة ما بين المحور السعودي والمحور الإيراني في لبنان، أما سوريا وبالرغم من حروبها، فانها لاتزال تعتبر لبنان جزءا منها وليست مستعدة للتسليم بمرشح يكون أقرب إلى السعودية، وهي تملك وسائل التعطيل سواء مباشرة أو عبر حلفائها في لبنان. ويرى المرجع السياسي أن عودة الحريري يمكن أن تدفع حركة الاتصالات خصوصا إذا ما تحرك وسطاء بينه وبين حزب الله والعماد عون، وهذه قد تساهم في تحضير الأرضية لملاقاة حركة خارجية منتظرة لكن بوادرها لم تلح بعد.