استبعدت صحيفة "النهار" اللبنانية حدوث اتفاق قريب على اسم مرشح للرئاسة اللبنانية بعد عودة زعيم تيار المستقبل سعد الحريري. وقالت الصحيفة، إن "شائعات سرت في اليومين الماضيين ربطت عودة الحريري إلى لبنان باستحقاق رئاسة الجمهورية وتداول الناس في اتفاق على العماد جان قهوجي رئيسا والحريري لرئاسة الحكومة والعميد شامل روكز قائدا للجيش (صهر العماد ميشال عون) وتم التداول أيضا في أسماء الوزراء الجدد". ونقلت الصحيفة عن زوار الحريري قولهم إنه "مستعد لتقديم تسهيلات لانتخاب الرئيس شرط أن يبادل الطرف الآخر إلى ملاقاته، لكنه لن يطرح أي مرشح في انتظار ما يقرره المسيحيون في هذا المجال، وأنه كان يفضل أن يزور قصر بعبدا للقاء الرئيس فور عودته إلى لبنان". وأكد زواره أنه لن يدخل في بازار الأسماء مع الأشخاص الذين يلتقيهم في لبنان في انتظار الاتفاق على المرحلة المقبلة ومواصفات الرئيس المقبل، ويقول إن "الرئيس القوي هو القادر على إعادة جمع اللبنانيين". من جانبه، قال مرجع سياسي لبناني إن "ظروف الانتخاب لم تنضج بعد، وإن ظروف المنطقة المحيطة لا توحي بقرب إجراء الاستحقاق الرئاسي، فكل لاعب إقليمي يحاول أن يتدخل لفرض واقع يلائمه، وبالتالي فإن العرقلة هي الورقة الوحيدة المتاحة للجميع أكثر من القدرة على فرض رئيس". ويرى المرجع السياسي أن لعملية الانتخاب شقين: داخلي وخارجي، وكلاهما غير ميسر حاليا.. في الداخل لم يقتنع الجنرال ميشال عون بانعدام فرصته الرئاسية وهي الأخيرة، وإلى أن يقتنع شخصيا ويعمل على تزكية مرشح آخر، يستمر التعطيل قائما، خصوصا وأن (حزب الله) غير مستعجل ويفضل الإفادة من الشغور القائم لتغطية حربه في سوريا، وهو يملك قوة التعطيل في داخل الحكومة، ولن يسعى الحزب حاليا إلى الضغط على حليفه عون لاقناعه بالانسحاب، خصوصا أن أي طرف خارجي لم يتوسط لديه للقيام بهذا الدور. أما الخارج.. فيبدو أكثر تعقيدا خصوصا مع بوادر عودة المملكة العربية السعودية إلى لعب دور في لبنان، وما يمكن أن تذكيه هذه العودة من حرب باردة ما بين المحور السعودي والمحور الإيراني في لبنان.. أما سوريا ورغم حروبها، فإنها لا تزال تعتبر لبنان جزءا منها وليست مستعدة للتسليم بمرشح يكون أقرب إلى السعودية، وهي تملك وسائل التعطيل إما مباشرة أو عبر حلفائها في لبنان. ويرى المرجع السياسي أن عودة الحريري يمكن أن تدفع حركة الاتصالات خصوصا إذا ما تحرك وسطاء بينه وبين حزب الله والعماد عون، وهذه قد تساهم في تحضير الأرضية لملاقاة حركة خارجية منتظرة لكن بوادرها لم تلح بعد.