حقق الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على المستوى الاتحادي، فوزًا واضحًا في الانتخابات المحلية التي جرت أمس الأحد بولاية سكسونيا-أنهالت وسط ألمانيا، ويمكنه بذلك الاستمرار في ائتلافه الحاكم الذي بدأ قبل خمسة أعوام مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. واستبعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي حصل على المركز الثالث في الانتخابات، الدخول في ائتلاف حاكم مع حزب "اليسار"، الذي حصل على المركز الثاني، حسبما أعلن مساء أمس. ولا يريد الحزب الاشتراكي الديمقراطي بذلك مساعدة حزب "اليسار" في ترأس حكومة ولاية ألمانية لأول مرة، كما أنه لا يقبل أن يكون الشريك الأصغر في ائتلاف يتزعمه "اليسار". يذكر أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أعلن من قبل عن إمكانية دخوله في ائتلاف مع حزب "اليسار"، لكن تحت قيادته. وتمكن حزب الخضر من الدخول في البرلمان المحلي للولاية بعد تحقيق أفضل نتائجه في تلك الولاية منذ 13 عامًا، حيث زادت شعبيته في ظل الجدل الدائر حول الطاقة النووية التي يطالب بوقف استخدامها في البلاد، بينما لم يتمكن الحزب الديمقراطي الحر من تخطي حاجز ال 5% ، وهي الحد الأدنى الذي يمكنه من الدخول إلى البرلمان المحلي، ليحقق بذلك أسوأ نتائجه في الولاية، كما فشل أيضا الحزب القومي اليمني المتطرف في دخول البرلمان. تجدر الإشارة إلى أن الائتلاف الحاكم على المستوى الاتحادي في ألمانيا يضم التحالف المسيحي (المكون من حزب ميركل المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) والحزب الديمقراطي الحر. ووفقا للنتائج الرسمية الأولية حصل الحزب المسيحي الديمقراطي على نسبة 32.5 %، بتراجع قدره 3.7% مقارنة بانتخابات عام 2006. وحصل حزب "اليسار" على نسبة 23.7% (1ر24% عام 2006)، بينما حصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي على نسبة 21.5% (21.4 % عام 2006). وزادت نتيجة حزب "الخضر" بمقدار الضعف في تلك الانتخابات، حيث حصل على نسبة 7.1% (3.6% عام 2006)، بينما حصل الحزب الديمقراطي الحر على نسبة 3.8% (6.7% عام 2006) والحزب القومي اليميني المتطرف على نسبة 4.6%. وأعلن المرشح الرئيسي للحزب المسيحي الديمقراطي، راينر هازيلهوف، رغبته في بدء محادثات مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي في أسرع وقت ممكن للاتفاق على مواصلة الائتلاف بينهما، والذي وصفه بأنه كان ناجحًا في الحكومة السابقة. وفي المقابل اعترف زعيم الحزب الديمقراطي الحر على المستوى الاتحادي، وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله، بفشل حزبه الذريع في تلك الانتخابات. ورأى رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، فرانك-فالتر شتاينماير، أن النتيجة التي حققها حزبه في سكسونيا- انهالت ستعزز موقف الحزب في انتخابات ولاية بادن- فورتمبرج، التي ستجرى الأحد المقبل.