"الساحر مازال ساحرًا"، ليس مجرد لقب حصل عليه النجم محمود عبد العزيز، عندما قدم فيلمًا يحمل ذات العنوان، لكنها حقيقة أكدها الفنان المخضرم هذا العام، من خلال مسلسله "جبل الحلال"،الذي جاء واضعًا بطله في قالب مختلف لم يراه فيه جمهوره في الدراما من قبل. شخصية "أبو هيبة" التي يقدمها عبد العزيز في الأحداث، مليئة بالثراءوالتفاصيل التي تجمع بين القوة في الهيبة والعمل، والحنان مع الأسرة والحفيد، كل ذلك ممزوج بأداء راق يعيد النجم إلى صورته المحببة لدي جمهوره بعد أن هاجمه الكثيرون بسبب مسلسله "باب الخلق"، و"محمود المصري" الذي قدمه منذ سنوات طويلة. عدة صور يظهر بها محمود عبد العزيز تجمع بين وجهي الشر والخير، فهو الرجل القوي الذي يدخل في صراع مع منافسه الشرس في تجارة السلاح "كين" الذي يجسد دوره الفنان طارق لطفي، والزوج العاشق لزوجته "غنيمة" أو وفاء عامر، والجد الصديق لحفيده "حمزة" الذي يقتل على يد أعدائه. وبين كل مشهد وآخر، يظهر حوار بين "أبو هيبة" ونفسه، يسرد فيها تاريخه ويعترف بأنه اختلق قانون "شمال" ليكون معينًا له في تجارته المشبوهة. اعتمد عبد العزيز طوال الأحداث على إحساسه في أداءه لشخصية "أبو هيبة" صاحبة اللهجة الصعيدية، وكانت لغة عينيه هي الاعتماد الأكبر على تجسيده لأغلب المشاهد بل كان لنبرة صوته أيضًا جاذبية كبيرة خصوصًا في المشاهد التي كان يتحدث فيها مع نفسه يرصد فيها تاريخه. ولعل مسلسل "جبل الحلال" الأكثر حرفية في تاريخ عبد العزيز الدرامي في السنوات الأخيرة، حيث إن شخصية محمود المصري لم تحقق النجاح الذي كان متوقعًا بعد سنوات من الانقطاع، فكان الدور متواضعًا لا يحمل عمقًا مثل الذي عودنا عليه النجم، وكذلك دوره في مسلسل "باب الخلق" فرغم أهمية الشخصية التي كان يلعبها حيث عودته من أفغانستان، وما كان يستلزمه العمل من رصد للآثارالنفسيةللعائدين من هناك، إلا أن أحداث العمل جاءت دون ذلك وكانت سطحية لحد كبير. شخصية "أبو هيبة" تعيد الأذهان لجمهور محمود عبد العزيز، للشخصيات الصعبة المركبة التي قدمها خلال مشواره السينمائي أو الدرامي مثل مسلسله "رأفت الهجان".