تحتفل محافظةالقاهرة، غدًا الأحد بعيدها القومى، والذى يوافق السادس من يوليو، وهو اليوم الذي وضع القائد جوهر الصقلي حجر الأساس لتلك المدينة عام 969م ليبلغ عمر القاهرة الآن 1045 عامًا. تلك المدينة الساحرة التي تحكي شوارعها تاريخ شعب مصر وحضارته العريقة التي أثرت البشرية على مر العصور، فأصبحت متحفًا مفتوحًا يضم آثارًا فرعونية ويونانية ورومانية وقبطية وإسلامية. تجد فيها القاهرة الفرعونية، حيث مدينة أون "عين شمس حاليًا"، والتي تعد أقدم العواصم في العالم القديم، وفي القاهرة أيضًا تجد القاهرة اليونانية، والرومانية حيث حصن بابليون، وتجد أيضًا القاهرة القبطية حيث الكنيسة المعلقة وشجرة السيدة مريم. أما القاهرةالإسلامية، فقد بدأت ملامحها تظهر مع الفتح الإسلامي لها على يد عمرو بن العاص، وبنائه لمسجد يحمل اسمه، وقد حرصت المحافظة على إحياء ذكرى إنشائها أمس بصلاة الجمعة فيه. وشيد بها المعز لدين الله الفاطمي "جامع الأزهر"، والذي يعد أشهر جامعة إسلامية في العالم، بالإضافة لوجود أرقى فنون العمارة الإسلامية، متمثلة فى الحصون والمدارس والقلاع. وكل هذاالتاريخ العريق لتلك المدينة الساحرة، أهّلها لأن تكون العاصمة الثقافية والفنية والعلمية والتاريخية للعالمين العربي والإسلامي. ورغم هذا، امتد العبث ليشوه كل مظاهر هذاالجمال، لاسيما فى السنوات الثلاث الماضية، حيث تحولت شوارع وميادين القاهرة عقب اندلاع ثورة 25 يناير لفوضى، تمثلت فى احتلال الباعة الجائلين للشوارع، فضلاً عن التكدس المرورى والبشرى، بالإضافة لكثرة المظاهرات وأحداث العنف، وغياب الأمن. وشوهت القاهرة الخديوية، ومبانيها بالكتابة على جدرانها، والتى تحولت لصراع سياسى مليء بالشتائم بين الفرقاء، حتى كادت معالم المدينة التاريخية تختفى. ولكن أجهزة المحافظة، بدأت تتخذ خطوات جادة لتعيد تلك المدينة لسابق عهدها، وبدأت تنفذ مجموعة من المشروعات ستفتتحها خلال الأسبوع الجارى، احتفالاً بالعيد القومى لها. وكان نقل الباعة الجائلين من شوارع وميادين العاصمة، أهم مشروع لما سببوه من اختناق واحتلال لأرصفة المشاة، ونهر الطريق، حيث يجرى حاليًا بناء "أرض وابور الثلج"، تمهيدًا لنقلهم إليها. وفى مجال النقل، وفرت المحافظة ما يقرب من 1500 أتوبيس نقل عام، وسيرت خطوطًا جديدة "للمينى باص" بمحطات مترو أنفاق الخط الثالث، كمحاولة للقضاء على التلوث والزحام بشوارعها. أما فى مجال الطرق، فقد أعلن المحافظ جلال السعيد، عن الانتهاء من تطوير محورى مصطفى النحاس، وجسر السويس، وامتداد رمسيس، وافتتاح المشروع فى العيد القومى للمحافظة، وسيساهم ذلك فى خلق منفذ مرورى فى القاهرة الجديدة والعروبة. كما أكد المحافظ أيضًا على تطوير الكبارى، وإنشاءالجديد منها، مع تطوير الميادين والمناطق القديمة كالسيدة زينب ونفيسة وعائشة، والبدء فى ذلك عقب شهر رمضان، بالإضافة لتحويل شارع الجلاء لمحور مرورى هام يربط تلك المنطقة بأركيديا، دون اللجوء لميدان عبدالمنعم رياض. وبالنسبة للنظافة، فقد تسلمت المحافظة معدات جديدة، معلنة أنه سيتم توزيعها على الأحياء، لمواجهة تلال القمامة المتراكمة فى كل شبر من العاصمة. من جانب آخر، طورت المحافظة منطقتى "الفسطاط ومجمع الأديان"، حيث طالهما الإهمال عقب ثورة يناير، واستولى على الأراضى المجاورة لهما بعض البلطجية، وسوف يتم افتتاحهما كمزار سياحى خلال الاحتفال بالعيد القومى للمحافظة، مع الإعلان عن الانتهاء من تطوير المسرح القومى خلال أكتوبر القادم. يذكر أن القائد جوهر الصقلي بدأ في بناء العاصمة الجديدة للدولة الفاطمية بأمر من الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي، وذلك عام 969م وأطلق عليها اسم المنصورية. وعندما وصل الخليفة الفاطمي المعز لدين الله إلى مصر ودخل المدينة الجديدة عام 362ه أسماها "القاهرة" وقيل إن السبب في تسميتها بهذا الإسم هو تبركًا بالكوكب القاهر المعروف باسم كوكب المريخ، وهو القول الأكثر شيوعًا بين المؤرخين. وقدأطلق على القاهرة على مر العصور العديد من الأسماء فهي مدينة الألف مئذنة (سماها الرحالة القدماء بذلك لكثرة الجوامع المبنية فيها)، ومدينة مصر المحروسة، وقاهرة المعز. وتقع محافظة القاهرة علي الضفة الشرقية لنهر النيل وتحدها من الشمال محافظة القليوبية ومن الناحية الشرقية، والجنوبية الظهير الصحراوى، ومن الناحية الغربية نهر النيل ومحافظة الجيزة. وتعتبرالقاهرة أيضًا محافظة ومدينة، أي أنها محافظة تشغل كامل مساحتها مدينة واحدة، وفي نفس الوقت مدينة كبيرة تشكل محافظة بذاتها. وهناك أيضًا بحسب ما ذكره مركز وثائق ومعلومات المحافظة، ما يعرف باسم إقليم القاهرة الكبرى وهو كيان إداري يضم بالإضافة إلى مدينة القاهرة، مدينة الجيزة وبعضًا من ضواحيها ومدينة شبرا الخيمة من محافظة القليوبية.