يكفي ذكر اسم فيروس الإيبولا، الذي تؤدي الإصابة إلي الوفاة بنسبة 90% نتيجة النزف الشديد، لإثارة الرعب في القلوب. وتزداد مشاعر الرعب بسبب انتشاره خارج السيطرة في منطقة غرب أفريقيا، وغالبا ما يرجع ذلك إلى أن المواطنين في المناطق النائية لا يدركون تماما مخاطر المرض، بينما يتساءل العالم إلى أي مدى سيواصل الفيروس انتشاره هذه المرة، وكم عدد الوفيات التي سيتسبب فيها. ويوضح بارت جانسن مدير العمليات بمنظمة "أطباء بلا حدود" أن "الوباء يواصل انتشاره في غينيا وسيراليون وليبيريا، كما يوجد حاليا نحو 40 منطقة ينشط بها الفيروس في غرب أفريقيا". وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد الوفيات منذ تفشي المرض مؤخرا بنحو 350 حالة. وفي الحالات المنتشرة حديثا لم تعد الإجراءات المعتادة مثل عزل المصابين ودفن الضحايا بشكل منتظم تمثل فعالية في غرب أفريقيا. ويقول فابيان ليندرتس من معهد روبرت كوخ ببرلين إن "المشكلة الرئيسية هي أنه يتم إخفاء حالة المصابين، كما أنه يسود تشكك في فعالية الإجراءات المضادة له". ويضيف إن ثمة مشكلة أخرى تتمثل في الانتشار الجغرافي للفيروس مما يجعل احتواء الوباء صعبا، حيث إن تفشي مثل هذه النوع من الفيروسات يكون عادة محدودا بمناطق معينة. كما أن عمليات دفن الضحايا تشكل تهديدا للأشخاص الذين يتصلون بالمرضى. وفي هذا الصدد يشير موريس أورز رئيس قطاع الصحة بالمكتب الإقليمي لغرب ووسط أفريقيا لمنظمة اليونيسيف إلى أن فيروس الإيبولا ينتشر من خلال الاتصال المباشر مع الشخص المصاب. ويوضح أن الأشخاص الذين يحضرون جنازات الضحايا يتعرضون لخطر العدوى في حالة ملامستهم جثمان المتوفى أو ملامسة شخص لامسه، وذلك في حالة عدم غسل الأيدي بشكل كامل في وقت لاحق". ويشكل أي شخص مصاب خطرا على الآخرين، ويكفي شخص مصاب واحد لإعادة نشر الوباء. وينتج تفشي فيروس الإيبولا من تناول لحوم القرود المصابة به، ويعاني الأشخاص المصابين به عادة من النزيف الحاد سواء داخليا أو من العينين والفم والأنف والمستقيم، وتشمل الأعراض الأخرى الحمى والقيء والإسهال والطفح الجلدي.