كشفت صحيفة " السفير " اللبنانية معطيات حول كيفية اكتشاف المنظومة التجسسية التي وضعت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني يدها عليها في محيط بلدة شمع في منطقة صور جنوبي لبنان ، وماهيتها، مفادها أن تقنية معينة مكنت المقاومة من التقاط ذبذبات في مناطق لبنانية عدة، بدءًا من الوادي الفاصل بين بلدتي أنصار والزرارية في قضاء النبطية، وصولا الى وادي تبنين في منطقة بنت جبيل، فتمّ ابلاغ مديرية المخابرات في الجيش التي سارعت إلى إرسال خبراء فنيين قاموا بعملية مسح للمنطقتين، ولكن دون العثور على شيء، حيث تبين أن تلك الذبذبات مصدرها بعض الأسلاك. وأشارت الصحيفة في عددها الصادر اليوم " السبت " إلى أن الأمر تكرر بعدما التقط أمن المقاومة ذبذبات متقطعة في مرتفعات بلدة شمع في قضاء صور، وتكرر إبلاغ مديرية المخابرات فسارعت إلى الكشف على المنطقة فعثرت على المنظومة التجسسية على طرف جبل في منطقة كاشفة واستراتيجية. بحسب الصحيفة فإن المنظومة التجسسية وجدت في منطقة عمل القوة الإيطالية العاملة في إطار قوات اليونيفيل ، وتبين أنها تمسك كليا بزاوية خريطة لبنان الجنوبية، من الساحل الممتد من البياضة الى مدينة صور وصولا إلى الناقورة إضافة إلى عشرات الكيلومترات في العمق شرقي صور وجنوبها، وهي كناية عن صخرة اصطناعية مصنعة من مادة الفيبر جلاس من نوع الصخور الاصطناعية ذاتها التي موهت فيها منظومتا الباروك وصنين، إلا أن الفارق بين المنظومة المكتشفة والمنظومتين السابقتين، هو أن هذه المنظومة ترتبط بجهاز تتحكم به طائرة استطلاع تشغله اوتوماتيكيا وقت ما تريد، وبمجرد بدء عمل الكاميرا المنصوبة ضمن المنظومة، تبدأ البث المباشر الى الطائرة التي تخزن بدورها ما يتم التقاطه من صور وأفلام، وعندما تأخذ كامل حاجتها من الصور الحية للقطاع المستهدف بالتصوير تعمد الطائرة الى وقف تشغيل المنظومة. وأوضحت أن الغاية من عدم التشغيل المتواصل لتلك المنظومة هو الحيلولة دون رصدها عبر الذبذبات ، وهنا تكمن صعوبة الاكتشاف، في حين أن المنظومتين السابقتين كانتا تعملان على مدار الساعة. وأشارت المصادر إلى أن أخطر ما في المنظومة ، هو أن المنطقة التي تغطيها، تشمل المقر العام لقيادة قوات الأممالمتحدة " اليونيفيل" في الناقورة، وفي ذلك مؤشر واضح على أن هذا المقر مرصود من الجانب الاسرائيلي بشكل مباشر ومتواصل .