جاءت افتتاحية صحيفة الجارديان تحت عنوان "إيرانوالولاياتالمتحدة لديهما مصالح مشتركة في العراق: فهل يتعاونان سويًا وعلى نطاق أوسع؟" وقالت الصحيفة إن ما من أحد توقع أن تتعاون الولاياتالمتحدة وايران معاً لحل أزمة عالمية، ولو كان أي شخص فكر بالأمر منذ عام تقريباً لكان وصف ب "المخبول". وأضافت أنه يجب عدم المبالغة في درجة التقارب بين البلدين، فالاهتمام المشترك الذي برز مؤخراً يعود للتهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الاسلامية في بلاد الشام والعراق (داعش)على العراق. فالعراق، بالنسبه للأمريكيين يمثل المنزل الذي شيدوه ولكن بشكل غير جيد، ثم وضعت إيران يدها عليه وسيطرت على نصفه، إلا أنها لم تكن سيطرة شاملة. ورأت الصحيفة أن الأمريكيين لا يريدون رؤية كل المجهود الذي وضع لبناء العراق يذهب أدراج الرياح،إضافة إلى ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة ليس فقط بالعراق بل بالمنطقة بأكملها. وأضافت الصحيفة أن إيرانوالولاياتالمتحدة يمكن أن تتعاونا على نطاق أوسع يمكن أن يؤدي إلى ابرام تسوية في سوريا، ولاحتواء الجهاديين، ولتخفيف حدة الاحتقان بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط. ورأت الافتتاحية أن على إيرانوالولاياتالمتحدة الاتفاق على ما يجب القيام به حيال نوري المالكي، الذي يعد من أسوأ رؤساء الوزراء العراقيين، "فالعراق لا يحب المالكي ولا المالكي يحب العراق"، إلا أن إيران ساندته في السنوات الأخيرة على التمسك برئاسة الوزراء. وتتساءل الصحيفة إن كان المالكي ما زال من رجالهم، وإن صح الأمر، فهل على الولاياتالمتحدة مساندته أيضا؟. وأوضحت الصحيفة أن تصريحات المالكي الأخيرة تؤكد أنه لم يتعلم لغاية الآن من الأخطاء التي ارتكبها في السابق. وختمت بالقول إن كنا متفائلين، فإن الأزمة العراقية قد تساعد على ابرام "الصفقة الكبرى" بين إيران وأمريكا التي استعصت عليهم في الماضي.