قام المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء عصر اليوم الثلاثاء، يرافقه وزراء الثقافة والسياحة والتعاون الدولي ومحافظ القاهرة، بجولة بمنطقة مصر القديمة زار خلالها أرض الفسطاط وكنيسة ماري جرجس ومجمع الأديان ومسجد عمرو بن العاص، وتفقد أعمال التطوير التي تجرى حالياً في المنطقة. واستمع رئيس الوزراء خلال الجولة إلى شرح تفصيلي من محافظ القاهرة حول التطورات التى أجرتها المحافظة بالمنطقة والتي تضمنت أعمال الرصف وتركيب ودهان أرصفة المشاة بالشوارع المحيطة بجامع عمرو بن العاص وكنيسة ماري جرجس والفسطاط، وإصلاح الأسوار وتكسيتها بالحجر الهاشمي، وإعادة تخطيط الشوارع المحيطة بمجمع الأديان تمهيدا لتحويل مسار السيارات بالمنطقة واقتصارها على المشاة فقط، وذلك في إطار التوجيهات التى كان قد أصدرها رئيس الوزراء مؤخرًا بشأن تطوير منطقة مصر القديمة ومجمع الأديان. وخلال الجولة، أصر رئيس الوزراء على تفقد محيط مجمع الأديان وجامع عمرو بن العاص سيراً على الأقدام. والتقى بعدد من السائحين وحرص على أن يستقل بنفسه الأتوبيس الخاص بهم ليبعث إليهم برسالة طمأنة بأن مصر ستعود إلى ما كانت عليه واحة للأمن والأمان لأبناء الوطن والزائرين من كافة دول العالم. وأكد رئيس الوزراء للسائحين أن مصر تنطلق نحو المستقبل الذي تنشده، وأنها عازمة على استعادة مكانتها الدولية ووضعها الاقتصادي والاستقرار السياسي الذي يجعلها جاذبة للاستثمارات والسائحين. كما أطلع محافظ القاهرة رئيس الوزراء على إحدى الأراضي بالمنطقة والتي تم إزالة أطنان من القمامة منها وتحولت إلى حديقة، والتقى رئيس الوزراء خلال جولته أيضاً بعدد من المواطنين من أهالي منطقة مصر القديمة ودارت بينهم حوارات ودية أكد لهم خلالها حرص الدولة على توفير الحياة الكريمة لكافة المواطنين معتبراً أن ذلك حقهم على الوطن وليس منحة. كما التقى رئيس الوزراء بعدد من مديري تفتيش الآثار بمصر القديمة واستمع إلى مطالبهم ومقترحاتهم ووجه محافظ القاهرة بالاستماع إليهم والعمل على تذليل ما يعترضهم من صعوبات. وعقب جولته في منطقة مصر القديمة، انتقل رئيس الوزراء والوزراء المرافقون له، إلى المبنى الجديد لدار الوثائق القومية بمنطقة الفسطاط بمصر القديمة، حيث تفقد رئيس الوزراء كافة أقسام المبنى الجديد مثل قسم استلام الوثائق، ومركز الترميم والصيانة والميكروفيلم، وقاعة البحث والوسائط المتعددة، ومركز التدريب والتأهيل، والمكتبة، والمطبعة، والمتحف، وقاعة المؤتمرات وغيرها. كما تعرف على النظم الحديثة التي روعيت في تجهيز المبنى بدءاً من مرحلة استقبال الوثائق من الجهات المختلفة، ثم إخضاعها لعمليات الترميم لإعادة إحيائها والحفاظ على رونقها، وانتهاء بالأرشفة لتسهيل الحصول عليها والاستفادة منها من قبل الجهات المختلفة والباحثين. وأكد رئيس الوزراء أثناء تفقده المبنى الجديد لدار الوثائق أن الثقافة كانت وستظل رافداً أساسياً للحضارة المصرية وعنصراً هاماً في تكوين الهوية المصرية الأصيلة وأداة فاعلة لقوة مصر الناعمة في علاقاتها مع دول العالم أجمع، مشيراً إلى أن دار الوثائق تقوم بمهمة شديدة الخطورة والأهمية في الحفاظ على تراث مصر من الكتب والوثائق والمخطوطات وإعادة رونقه ومظهره الحضاري، ثم خلق أرشيف لوثائق حديثة ومعاصرة ستصبح بعد مرور السنوات تاريخاً تسترشد به الأجيال القادمة. تجدر الإشارة إلى أن المبنى الجديد لدار الوثائق والذي سيتم افتتاحه قريباً تبلغ تكلفته نحو 120 مليون جنيه كمنحة من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقة. وتم تجهيز المبنى ليكون قادراً على استقبال ما يقرب من 20 مليون وثيقة من الجهات الحكومية المختلفة بسعة تخزينة تصل إلى 60 مليون وثيقة. ويضم المبنى مركزاً حديثاً لترميم الوثائق، وقاعة للبحث تسع 136 باحثاً قادرة على إتاحة ما يقرب من 100 ألف وثيقة رقمية وأصلية وميكروفلمية في اليوم الواحد. كما يدار المبنى الجديد بأنظمة ذكية فى الإطفاء والإنذار و التأمين والمراقبة بالكاميرات.