أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء أثناء تفقده المبنى الجديد لدار الوثائق أن الثقافة كانت وستظل رافدًا أساسيًا للحضارة المصرية وعنصرًا هامًا في تكوين الهوية المصرية الأصيلة وأداة فاعلة لقوة مصر الناعمة في علاقاتها مع دول العالم أجمع، مشيرًا إلى أن دار الوثائق تقوم بمهمة شديدة الخطورة والأهمية في الحفاظ على تراث مصر من الكتب والوثائق والمخطوطات وإعادة رونقه ومظهره الحضاري، ثم خلق أرشيف لوثائق حديثة ومعاصرة ستصبح بعد مرور السنوات تاريخًا تسترشد به الأجيال القادمة. جاء ذلك خلال قيام المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، عصر اليوم، بجولة بمنطقة مصر القديمة لتفقد أعمال التطوير الجارية حاليًا، برفقة وزراء الثقافة، السياحة، التخطيط والتعاون الدولي، ومحافظ القاهرة، وشملت مناطق أرض الفسطاط، ومجمع الأديان، وكنيسة ماري جرجس، وجامع عمرو بن العاص. كما التقى رئيس الوزراء خلال الجولة بعدد من المواطنين والسائحين ودارت بينهم حوارات ودية، أكد لهم خلالها أن مصر تنطلق نحو المستقبل الذي تنشده وتصبو إليه، وأنها عازمة على إستعادة مكانتها الدولية ووضعها الاقتصادي المستقر و مناخ الأمن والأمان الذي يجعلها من جديد جاذبة للاستثمارات والسائحين. كما تفقد رئيس مجلس الوزراء، والوزراء المرافقون له، المبنى الجديد لدار الوثائق القومية بمنطقة الفسطاط بمصر القديمة، حيث تفقدوا كافة أقسام المبنى الجديد مثل قسم استلام الوثائق، ومركز الترميم والصيانة والميكروفيلم، وقاعة البحث والوسائط المتعددة، ومركز التدريب والتأهيل، والمكتبة، والمطبعة، والمتحف، وقاعة المؤتمرات وغيرها، كما تعرف على النظم الحديثة التي روعيت في تجهيز المبنى بدءًا من مرحلة استقبال الوثائق من الجهات المختلفة، ثم إخضاعها لعمليات الترميم لإعادة إحياءها والحفاظ على رونقها، وإنتهاءً بالأرشفة لتسهيل الحصول عليها والاستفادة منها من قبل الجهات المختلفة والباحثين. وتبلغ تكلفة المبنى الجديد لدار الوثائق، والذي سيتم افتتاحه قريبًا نحو 120 ملايين جنيه كمنحة من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، وتم تجهيزه ليكون قادرًا على استقبال ما يقرب من 20 مليون وثيقة من الجهات الحكومية المختلفة بسعة تخزينة تصل إلى 60 مليون وثيقة، ويضم المبنى مركزًا حديثًا لترميم الوثائق، وقاعة للبحث تسع 136 باحثًا قادرة على إتاحة ما يقرب من 100 ألف وثيقة رقمية وأصلية وميكروفلمية في اليوم الواحد، كما يدار المبنى الجديد بأنظمة ذكية في الإطفاء والإنذار والتأمين والمراقبة بالكاميرات.