مازالت قطر هى الهاجس الأكبر فى المنطقة الخليجية والعربية بعدم رغبتها أو قدرتها على التراجع عن ماتقوم به من دعم الجماعات المتطرفة بالمال والسلاح وسياسيا وايديولوجيا لكل من الإخوان فى مصر وليبيا وسوريا والحوثيين فى اليمن وتمرد البعض فى البحرين واخيرا السعودية حيث تم القبض على شبكة إرهابية لتنظيم داعش. وناقش وزراء الخارجية بمجلس التعاون أخيرا فى جدة التقرير الذى رفعته اللجنة المكلفة بمتابعة تنفيذ الية اتفاق الرياض حول الخلافات مع قطر ومدى جدية الدوحة فى تنفيذ هذا الاتفاق وبحث امكانية بإجراء مراجعة شاملة للإجراءات المعمول بها. فى الوقت الذى لن تعيد كل من السعودية ودولة الإماراتوالبحرين سفراءها إلى قطر وهناك توقعات باتخاذ السعودية قريبا إجراءات عملية قد تكون قاسية ضد قطر مالم يتخذ النظام القطرى خطوات فاعلة بعدم التدخل فى شئون دول المجلس ووقف دعمه للجماعات الإرهابية . الخلافات الدقيقة بين السعودية وقطر ومحاولات رأب الصدع تفاصيلها كثيرة أى الإجراءات التى اتخذت لكى تتراجع الدوحة عن سياستها لم تحقق شيئا.. وهذا يؤكد حقيقة أن القضية أعمق من مجرد خلاف جذرى وأن قطر قطعت شوطا كبيرا وأصبحت فى ورطة تستمر فيها ويصعب التراجع عنها فسياسة قطر ودعمها للتيارات المتطرفة سواء فى غزة مع حماس أو الإخوان فى مصر أو سوريا أو ليبيا واليمن والبحرين وأخيرا السعودية اصبحت واضحة ومنذ فترة لأسباب سواء ايديولوجية أو عقائدية لبعض التيارات الحاكمة فى قطر بدعم أمريكى وأوروبى. ورغم كل الخطوات التى اتخذت من دول المجلس ومصر إلا أن السلطة الحاكمة فى قطر لازالت فى طريقها ويصعب التراجع عن ماتقوم به رغم الخطوات التجميلية الأخيرة. ويبدو أن التطورات الدولية والموقف الأمريكى والغربى بصفة عامة الذى بدا يشهد اعتدالا فى وعيهم بمخاطر الإرهاب بالمنطقة خاصة بعد ماحدث ويحدث فى مصر من عمليات إرهابية متلاحقة يتم التعامل معها بايجابية وحسم سيجعل الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية يتمسكون بقطر بقوة لان سياستهم التاريخية تشير بوضوح إلى ان مايفعلونه فى العلن مختلف عمايفعلونه فى الخفاء وهذا يعنى ان قطر ستصبح (الولد المشاغب فى المنطقة) وسيعتمدون عليها بشكل كبير لوضع القلاقل وتمويل الجماعات الارهابية ومساندتها فى عدة دول حتى تظل المنطقة فى حالة اضطراب شديد يجعلها غير مستقرة لتظل الولاياتالمتحدة واوروبا هى الممسكة بخيوط اللعبة وايضا لتحقيق أمن إسرائيل. ويفسر ذلك الصفقة التى تم توقيعها بين قطروالولاياتالمتحدة مؤخرا بقيمة 23 مليار دولار 27 مارس الماضى لشراء طائرات وأسلحة وصواريخ لتحديث القدرة التسليحية وقيمة الصفقة وأنواع الأسلحة التى أعلنتها كبيرة جدا على دولة بحجم قطر التى لاتملك جيشا أو إمكانات البشرية لاستخدامها كما يوجد على أراضيها أكبر قاعدة أمريكية. هذه الصفقة مثيرة للشبهات وهى ترضى الولاياتالمتحدة وتقدم مقابل مادى لحمايتها ورغم أن المملكة العربية السعودية أكبر دول الخليج فانها لم تشتر صفقة بهذا الحجم لتسليح جيشها. وتقوم قطر- حسب رسالة جدة للزميل نصر زعلوك- الذي تنشرة "الأهرام" اليوم بدعم المعارضة فى سوريا والإخوان فى مصر تهدف إلى خلق القلاقل فى المنطقة وهذا كله بتوجيه من أمريكا لأنها الذراع الطولى لتحقيق اهدافها فى المنطقة العربية. وبات لزاما لتحقيق الامن الخليجى وقوف مصر فى الفترة المقبلة بجانب دول مجلس التعاون من خلال بوابة العلاقات القوية بين مصر والسعودية ومما يذكر ان وزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجل سيلتقى فى السعودية خلال زيارته الحالية وزراء دفاع دول مجلس التعاون للتركيز على تنسيق الدفاعات الجوية والصواريخ والأمن البحرى والدفاع فى خطوة لطمأنة دول المجلس من إيران وماسيتبعها من صفقات وأسلحة أمريكية بمليارات الدولارات.