أكد العالم المصري فاروق الباز، اليوم الإثنين، على هامش مؤتمر "بيوفيجن" بمكتبة الإسكندرية، أن مشروع سد النهضة الذي تقوم دولة إثيوبيا بإقامته على مجرى النيل، من الممكن أن يكون حلاً لمشكلة الكهرباء التي تعاني منها مصر. وأشار الباز، إلى أن الهدف من السد ليس الزراعة ولكن توليد الكهرباء، ومن الممكن أن تعقد مصر اتفاقيات تعاون مع إثيوبيا لمدنا بالكهرباء اللازمة، وأن دولة السودان بالفعل بدأت في التفاهم مع إثيوبيا لمدها بالكهرباء. وفيما يتعلق بالمساوئ الناتجة عن السد، أكد الباز أنه يوجد بالفعل الكثير من الأضرار التي ستلحق بمصر نتيجة إقامة السد، والتي من الممكن أن نتفاداها عن طريق التفاهم مع إثيبويا، فبدلاً من أن يتم ملء السد في عاميين، والذي سيؤدي إلى انخفاض كبير في منسوب المياه لدينا، يمكن الاتفاق على ملء السد فى 15 عام، بما لا يؤثر على عمل السد في توليد الكهرباء ويكون تأثيره طفيفا على مصر. وفي سياق آخر، تحدث الباز عن مشروع ممر التنمية، مؤكدًا أنه سيكون الحل الأمثل لعبور مصر إلى المستقبل، والتخلص من التكدس السكاني الخانق الذي تشهده مصر حاليًا. وأشار الباز، إلى أن الرقعة الزراعية من الأراضي الطينية أصبحت تتآكل بشكل كبير وسريع جراء عمليات تجريفها والبناء عليها، مما ينذر بكارثة حقيقية، موضحًا أنه في حال استمرار عمليات التجريف بمعدلها الحالي، فإن مصر ستتخلص من رقعتها الزراعية خلال 134 عام. وأوضح الباز، أن مشروع ممر التنمية سيقوم بنقل العدد الأكبر من السكان من حول نهر النيل إلى الصحراء الغربية، حيث توجد هناك 10 ملايين فدان خصبة صالحة للزراعة ومليئة بالمياه الجوفية. وأكد الباز، أن السبب الرئيسي لعرقلة المشروع حتى الآن هو أن الحكومات المصرية التي تتداول السلطة في مصر لا تفكر سوى في الشهريين القادميين عليها، وليس لديها بعد تفكير في العشر سنوات المقبلة مثلما تفعل الدول الأخرى. وعن رؤيته لحاكم مصر القادم، أكد الباز أن مصر تحتاج إلى رئيس لديه رؤية لبناء وتنمية مصر خلال العشرة أعوام القادمة.