أكد الدكتور فاروق الباز، مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن بالولايات المتحدةالأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن الشباب سوف يصنعوا مستقبلا أفضل، لأن أي ثورة تأتي بانتكاسات اقتصادية، وتهد كيان الدولة الرئيسي، لذلك يجب على الشعب وخاصةً الشباب العمل على البناء مرة أخرى. وأضاف الباز، أن إصلاح الوضع يأخذ وقت لوجود بلبلة في الفكر، ولعدم وجود نظام قوي كبديل للنظام المهدوم، مشددا على أن أهم ما في المؤسسات هم المسئولون عنها، لأن المسئول إذا كان شخصا واعيا سينهض بالمؤسسة. وحث الباز، خلال محاضرته تحت عنوان "دور الشباب في تأمين مستقبل مصر"، وذلك ضمن فعاليات احتفالية العلوم 2013 التي ينظمها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية، مساء أمس، الشباب على بناء وطنهم عن طريق التطوع للعمل المجتمعي، وتنظيمه لإصلاح ورفعة المجتمع، قائلاً: "إن ذلك يمكن أن يتم في ثلاث محاور رئيسية؛ هي: محو الأمية والتخلص من الجهل، مشروع لتطهير النيل، وتنظيف وتجميل الأماكن الرئيسية والعامة في البلاد". وأشار الدكتور فاروق الباز، إلى وجود عدة فوائد للشخص أو الجماعة التي ستنفذ ذلك؛ وهي: أن هذا العمل سيعطي فكرة للعالم أن شعبنا هو شعب عريق يحاول أن ينظف ويطور بلده، وسيجعل أفراد وجماعات أخرى تتعلم نفس الفكرة وتنفذها في أماكن مختلفة، وسيعود بنفع في المستقبل في مجال السياسة لهذا الفرد، أو هذه الجماعة التي تساعد المجتمع؛ حيث إن المجتمع دائما يتذكر من أضاف له شيءٍ أو أفاده، وأن ذلك سيحث أفراد المجتمع على انتخابه لكي يمثلهم في المستقبل. وتطرق الباز إلى مشروعه "ممر التنمية" كوسيلة لتأمين مستقبل الأجيال القادمة في مصر. وحذر الباز من البناء على الأراضي الصالحة للزراعة حيث إن 30 ألف فدان يضيعوا سنويا من مصر تحت المباني بسبب ازدياد عدد السكان. ونوه على أن بعض رؤساء مصر مثل الرئيس السادات حاولوا أن يخرجوا التجمع السكاني الضخم من الدلتا ووادي النيل ولكنهم لم يستطيعوا فعل ذلك. وشدد على أنه يجب الحفاظ على الأراضي الزراعية وتوسيعها، وأن ذلك سيتم بتنفيذ تصوره لممر التنمية. وشرح الباز تصوره لهذا المشروع، قائلاً: "إنه ممر يمتد من مدينة العلمين شمالاً وحتى حدود مصر مع السودان جنوبا، وأنه يتكون من ثمان حارات، يبنى حوله المصانع والمطاعم والمحلات والمباني، وبموازاته محطات لتوليد الطاقة الكهربائية والشمسية ومحطة قطار للسكة الحديد، مضيفا أنه يمكن أن يمتد إلى جنوب قارة إفريقيا لينعش التجارة بين دول القارة ويعزز العلاقة بينهم". وقال الباز: إن بناء خط سير طويل للسكة الحديد، يبدأ من مدينة العلمين سيؤهلها لأن تكون ميناء جديد في مصر، مضيفا أن هضبة الفيوم مؤهلة لبناء محطة لتوليد الطاقة الشمسية بها، وأن ذلك ينطبق على قنا وأسيوط والمنيا، وأكد أن هذا المشروع سيوفر فرص عمل بالملايين للشباب، وأوضح أنه بعد إجراء بعض الأبحاث تأكد العلماء من وجود ماء النيل في أكثر من 120 فدان غرب وجنوبأسوان، وأن هذا يجعل هذه الأرض مؤهلة تماما للزراعة وأنه يمكن أن نزرع بها القمح لنكفي احتياجاتنا. وردًا على عدد من التساؤلات، شدد الباز على أهمية تغيير منظومة التعليم بالكامل لكي نرتقي بالأجيال القادمة ونصنع مستقبل أفضل، وتحدث عن نموذج ماليزيا كمثال على ذلك، وأكد أهمية تعزيز علاقة مصر بدول حوض النيل خاصةً السودان وهي البوابة الجنوبية لمصر وأثيوبيا حيث لديها منبع النيل. وشدد الباز على أن شباب مصر الذي صنع الثورة لديه انتماء وحب لبلده مصر، وأن كل فرد في المجتمع يجب أن يكون عظيم ومميز في مكانه وأن هذا هو السبيل الوحيد لتقدم مصر، وأنهى الباز حديثه، بالتأكيد أن هناك أفكار عديدة لبناء مستقبل أفضل لمصر ولكن كلها تحتاج لجهد وعمل ومثابرة لتحقيقها، وقال: إنه يعلم جيدا أنه لن يرى هذا المشروع في حياته، ولكن لديه أمل أن الشباب سينفذوه ويستفيدوا منه.