تشهد صحيفة الدستور أزمة حادة حاليا، بعد إقالة الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى من رئاسة تحريرها في تصعيد لخلافاته مع الإدارة الجديدة للصحيفة التي يرأسها السيد البدوي رئيس حزب الوفد. وكانت الإدارة الجديدة لصحيفة الدستور التي يتولى فيها رضا إدوارد منصب الرئيس التنفيذي قد أقالت إبراهيم عيسى من رئاسة التحرير وأعلن الخبر على موقع الجريدة الإلكتروني. وكان اليومان الماضيان قد شهدا حالة من الفوضى في الجريدة على خلفية اعتصام نفذه صحفيو الجريدة في مقرها بشارع أحمد نسيم بالجيزة احتجاجا على عدم تنفيذ الإدارة الجديدة لوعودها بزيادة المرتبات، وكذلك بسبب تحميلهم لضريبة قدرها 20% وذلك لأول مرة حيث لم يتم تحصيل تلك الضرائب من الصحفيين في عهد مالك الجريدة السابق عصام إسماعيل فهمي الذي كان يتولى هو سدادها وتضامن عيسى مع زملائه الصحفيين عند قبض رواتب شهر سبتمبر حيث كانت الإدارة تعتزم عدم زيادة الرواتب في نقض للاتفاق الذي تم بين الإدارة والصحفيين خلال شهر رمضان الماضي بعد إتمام صفقة بيع جريدة الدستور،وأدى تدخل عيسى لدي الإدارة خلال أزمة المرتبات إلى زيادة طفيفة في رواتب الصحفيين لكنها لم ترض صحفيي الدستور لتتصاعد الأزمة أمس بعد اجتماع تم بين عيسى وإدارة الجريدة في العاشرة مساء أمس الإثنين. وكشفت مصادر مقربة من عيسى ل"بوابة الأهرام" أنه تعرض لضغوط لتعديل السياسة التحريرية للجريدة، وهو الأمر الذي رفضه عيسى ،وأضافت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها أن تدخل الإدارة لمنع نشر مقال للدكتور محمد البرادعي في عدد غد الأربعاء ضمن ملف عن حرب أكتوبر ، كان أحد أسباب تصاعد الخلاف أمس بين عيسى والإدارة. وقد تضامن عدد من صحفيي الدستور مع عيسى وقاموا بفصل الموقع الإلكتروني عن إدارة الجريدة ونشروا على صفحته الأولى خبر تضامنهم مع عيسى واعتصامهم احتجاجا على إقالته، كما قرروا التوجه صباح اليوم لمقر الجريدة للاعتصام. وقال إبراهيم عيسى ل"بوابة الأهرام" إن ما حدث هو مؤامرة عليه وعلى الجريدة. وكانت صحيفة "روز اليوسف" اليومية ،قد شنت أمس هجوما على إبراهيم عيسى على خلفية نشره مقالا للدكتور محمد سليم العوا عن علاقة المسلمين بالأقباط بعد امتناع صحيفة المصري اليوم عن نشر الجزء الثاني منه.واعتبر رئيس تحريرها عبد الله كمال أن ما أقدم عليه عيسى أمر خطير يشعل نار الفتنة من جديد وألمح إلى أن عيسى أدرك أنه سيتم الاستغناء عنه فبادر بنشر هذا المقال ليبدو في ما وصفته ب "صورة الشهيد" الذي ضحى بمنصبه دفاعا عن حرية التعبير. وفي أول رد فعل على إقالة عيسى قال رئيس تحرير روز اليوسف على صفحته على موقع "فيس بوك" الإجتماعي "مقالي يوم الإثنين عن الوضع في جريدة الدستور ، كان مجرد تحليل دقيق ليس أكثر". وكان إدارة قناة (أو.تي.في) المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس قد استغنت قبل أسبوع عن خدمات عيسى الذي عرف بهجومه على الحكومة كان يشارك في برنامج "بلدنا بالمصري" على شاشتها . وفي غضون ذلك أجرى الدكتور السيد البدوي اتصالات مع عدد من الصحفيين لتولى منصب رئاسة تحرير الدستور خلفا لعيسى.