منذ أن فتحت المدارس أبوابها أمام الطلاب، بعد إجازة نصف عام استمرت نحو 45 يوما، وقعت 4 حالات تسمم بين التلاميذ، كانت في العريشوسوهاجوالمنوفيةوكفر الشيخ، دون أن يتوصل أحد إلى المسئول الأول عن هذه الوقائع، وغابت الحقيقة، التي وصلت إلى جهات التحقيق في النيابة العامة. ومع تنامي ظاهرة التسمم بين الطلاب، حاولت "بوابة الأهرام" الوصول إلى الحقيقة الغائبة: من المسئول عن تسمم التلاميذ في المدارس؟.. ولماذا لم تقع حادثة تسمم واحدة طوال الفصل الدراسي الأول؟. سألنا صبحي عبدالرحمن، المسئول الأول عن التغذية المدرسية في وزارة التربية والتعليم: أين الحقيقة الغائبة في تسمم التلاميذ؟. فأجاب: مايحدث بين التلاميذ هو ادعاء تسمم، وليس تسمما بالمعني الطبي. وأضاف: سبب كل هذه الأزمة هي الفطيرة المدرسية، التي يتناولها نحو 16 ألف طالب بالمحافظات، والمصنع الذي ينتج هذه الفطيرة موجود في محافظة المنوفية، ويخضع لرقابة وزارات التموين والصحة والصناعة، وبعد الإنتاج، يكون هناك شهادة صلاحية يتم تسليمها لوزارات الصحة والتموين والتربية والتعليم، بأن هذه الفطيرة صالحة للاستخدام. وتابع قائلا: تكون هناك لجنة في كل مدرسة لاستلام التغذية المدرسية، يرأسها مدير المدرسة وعدد من المعلمين بالمدرسة، إما اثنين أو ثلاثة، وهناك تحذير لكل مدير مدرسة أنه لو كانت لديه أية شكوك في أن هذه التغذية غير صالحة، لايقوم بتوزيعها نهائيا. وأضاف: عندما وقعت حادثة التسسم في العريش، ذهبت هناك وطلبت تقريرا وافيا من المستشفى التي دخل فيه الطلاب للعلاج، وتبين عدم وجود أي طالب قد أصيب بتسمم، وأمتلك المستندات الدالة على ذلك. واستكمل مدير عام التغذية بالوزارة قائلا: "قد يكون الطالب نفسه مسئولا عن إصابته بالتسمم، بأن يقوم بشراء كيس "شيبسي" قبل دخوله المدرسة، ويصاب بالتسمم من الشيبسي، ثم يتم اتهام الوجبة المدرسية بأنها سبب التسمم". وأضاف: "أكبر دليل على أن الطالب قد يكون اسبب في ذلك، أن حالات التسمم التي طهرت في إحدى مدارس محافظة سوهاج، أن وجبة الكشري التي تناولها الطلاب أمام المدرسة كانت السبب، وليس الوجبة المدرسية، وأمتلك الأدلة الكافية على ذلك". وبخصوص حادثة كفرالشيخ الأخيرة قال: "مفيش ولا طالب أثبتت التقارير الطبية إنه كان عنده تسمم بسبب الوجبة المدرسية، باستثناء طالب واحد كان يشكو من مغص كلوي، أما باقي التلاميذ غادروا المستشفى فور الكشف عليهم". المثير أن جميع حوادث تسمم التلاميذ أعلنت عنها وزارة الصحة، رغم أنها شريكة في المسئولية عن مراقبة الوجبات المدرسية، فضلا عن أن وزارة التربية والتعليم هي نفسها كانت تعلن عن حالات التسمم في بيان غرفة العمليات التي يصدر يوميا، ثم جاء مدير عام التغذية بالوزارة لينفى كلمة تسمم، ويؤكد أن مايحدث بالمدارس هو "ادعاء تسمم".