دفعت الظروف الحالية جهاز السينما أخيرا لوقف مشروع فيلم "الضربة الجوية" لأجل غير مسمى.. حيث إن الفيلم يتناول حياة الرئيس السابق حسنى مبارك ودوره في قيادة سلاح الطيران أثناء حرب أكتوبر. هذا الفيلم هو أحد الأعمال السينمائية التى كان الفنان الراحل أحمد زكى، يحلم بتقديمها ليكمل بها سلسلة أفلامه التى سبق وقدمها عن حياة عدد من الرؤساء الذين حكموا مصر. الفيلم من قصة للدكتور صلاح قبضايا، وأعد له السيناريو والحوار عاطف بشاي، وهو من إنتاج جهاز السينما والتليفزيون المصري ومعهم القوات المسلحة. وبالتأكيد فيلم "الضربة الجوية" إذا كان مقدرًا له الظهور في عهد النظام السياسي السابق كان سيكون سلسلة مكملة لمجمل الأفلام التى كانت تعظم في شخص الرئيس حسنى مبارك وترفض الهجوم عليه أو التمجيد لرجل سياسي وقيادى غيره وإلا سيكون مصيره الحبس داخل سجون الرقابة، وخير دليل على ذلك فيلم "حائط البطولات" الذى أنتج عام 1998 من تأليف مصطفي بدر، وإخراج محمد راضي، ولعب بطولته الفنان فاروق الفيشاوى، ورغدة، وأحمد بدير وظل حبيسا لدى الجهات الرقابية منذ هذا التاريخ وحتى وقتنا هذا وكان سبب الرفض الأساسي لعرض الفيلم أن أحداثه تمجد لشخص المشير محمد على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى الأسبق وصاحب حائط الصواريخ الأشهر فى حرب أكتوبر 1973 ولم يتعرض لشخص الرئيس حسنى مبارك إلا في سبعة مشاهد فقط وهو ما أدى إلى رفض الرقابة عرضه في حين أنها أعلنت وقتها أن الصورة النهائية للفيلم غير جيدة للعرض، رغم أن تكلفة إنتاجه في هذا الوقت بلغت 20 مليون جنيه، شراكة بين قطاع الإنتاج والمنتج عادل حسنى، وهو مايعنى أنه إذا كانت صورة الفيلم غير جيدة للمشاهدة فلماذا لم تتم محاسبة قطاع الإنتاج وقتها على إهدار هذه الملايين باعتبارها مالًا عامًا، في فيلم لا يستحق العرض إذا كان بالفعل هذا هو السبب الحقيقي لرفض الرقابة عرضه كما أعلنت من قبل.