تحل اليوم الذكرى الثالثة لاستفتاء 19 مارس 2011 على التعديلات الدستورية التى تم الاستفتاء خلالها على تعديل 11 مادة من الدستور قام على أثرها المجلس العسكري السابق بإصدار إعلان دستوري فى 30 مارس 2011، حيث تأتى تلك الذكرى وسط دعوات من مروجى الاستفتاء وقتها للتظاهر ضده اليوم الأربعاء. شهد هذا الاستفتاء أول اقحام لاستغلال الدين فى السياسة من قبل التيارات الإسلامية بعد الثورة والتى حولت النقاش حول تلك التعديلات الدستورية من مجرد نقاش دستورى قانونى إلى نقاش طائفى تمثل فى الدعاية الموجهة من جانب مختلف التيارات الدينية بالشارع وتفعيل نظرية المؤامرة لتبرير مايحدث ضمن سيناريو الثورة المضادة أو محاولات اختطاف الثورة فى إطار ترويجها لتلك التعديلات، كما تم إصدار فتاوى دينية لدفع الناخبين نحو التصويت ب"نعم"، ملوحين بخطر التحول إلي دولة مدنية وتغيير المادة الثانية من الدستور، علي الرغم من عدم وجودها ضمن التعديلات المطروحة أصلاً. وخرج الداعية السلفي الشهير محمد حسين يعقوب في خطبة قوية أطلق فيها الدعوة للمشاركة ب"نعم "في ما أسماه وقتها ب"غزوة الصناديق "قائلاً إن "الصناديق قالت للدين نعم"، وهو الأمر الذى قابله وقتها حشد وتوجيه آخر مضاد للتصويت ب "لا" من قبل الأقباط والليبراليين والعلمانيين، وبعض الأحزاب السياسية، فضلاً عن شباب ثوره 25 يناير، حتى باتت مصر وقتها مقسمة فى مواجهة طائفية بين طرفين ساهم في إشعالها بعض رجال الدين والتيارات الدينية، كما انتشرت وقتها ايضاً فيديوهات علي مواقع التواصل الاجتماعي لبعض القساوسة ممن يوجهون المواطنون الأقباط للتصويت ب"لا"؛ لتبدأ حدة الاستقطاب والانقسام تزداد شيئاً فشيئاً بعد ذلك فى المجتمع المصرى. وبرغم تأييد الإخوان وأنصارهم وقتها لتلك التعديلات وترويجهم لها، إلا أنهم أعلنوا عن خروجهم للتظاهر فى ذكرى استفتاء 19 مارس على عكس موقفهم السابق منه مما تسبب فى هجوم حاد ولاذع عليهم من قبل القوى المدنية والقوى الثورية ممن أعلنوا رفضهم المشاركة فى تظاهرات اليوم التى دعا إليها تحالف دعم الشرعية المؤيد لتنظيم الإخوان واصفين الإخوان وأنصارهم ب"الغباء" لكونهم يذكرون الشعب بأول خيانة لهم للثورة بتحالفهم مع المجلس العسكرى ومشاركتهم فى بث الانقسام والاستقطاب، على حد قولهم. وصفت حركة 6 إبريل (الجبهة الديمقراطية) من دعو لهذه التظاهرات ب"الخبل" -على حد تعبيرها-، لكونهم تناسوا أنهم من أيدوا هذا الإعلان الدستوري في ظل رفض معظم القوى المدنية له وكفروا وخونوا كل من كان يرفضه، معتبرة أن هذا الاستفتاء هو من أظهر جليًا أمام الشعب كله من هو باق على الثورة ومن كان يبحث عن السلطة والمناصب، مشددة على عدم مشاركتها في هذه التظاهرات، ومجددة رفضها التام للاشتراك مع هذا التحالف في أي فعاليات. واعتبرت حركة كفاية أن 19 مارس هو ذكرى ما أسمته ب"صفقة الإخوان والعسكر"، ضد الثورة، بحسب ما قالت صفحتها الرسمية على فيسبوك. ومن جانبه، قال عصام الشريف، المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمى، إن يوم 19 مارس ذكرى "خيانة الإخوان للثورة والوطن"، على حد تعبيره نصًا. وأكد أيمن أبو العلا، أمين الشئون البرلمانية بالحزب المصرى الديمقراطى، أن دعوات جماعة الإخوان للتظاهر سيكون مصيرها الفشل مثل الدعوات السابقة، مشيرا إلى أن الجماعة لم تعد تمتلك أى غطاء شعبي بعد فقدانها لمؤيديها و تسعى لنشر الفوضى وتعطيل خارطة الطريق وتوجيه رسالة للخارج أن مصر غير مستقرة. واعتبر شهاب وجيه، المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، أن دعوة الإخوان للتظاهر فى ذكرى استفتاء مارس مزيد من إنكار الواقع، مشيرًا إلى أن حديثهم عن المفاجآت والأيام التى ستغير التاريخ لا يحصدون من ورائها إلا مزيدًا من الفشل -حسب وصفه- مؤكدًا أن نزولهم فى ذكرى غزوة الصناديق، فرصة لكى يعلموا مدى انحدار شعبيتهم.