أعلنت وزارة الخارجية مساء اليوم الاثنين، أن وزير الخارجية، نبيل فهمي، استقبل علي أحمد كرتي وزير خارجية السودان بالقاهرة، ترسيخا للعلاقات التاريخية الخاصة التى تميزت بها العلاقات المصرية السودانية على مرَّ العصور. وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية مساء اليوم الاثنين أن الجانبين أكدا حرصهما الكامل على تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات والارتقاء بها إلى مستوى تطلعات شعبي وادي النيل. وأضاف البيان أن المشاورات بين الجانبين تطرقت إلى تفعيل آليات التعاون المشترك بين البلدين وتم التوافق حول الإسراع بعقد الإجتماعات الفنية لوضع الترتيبات اللازمة توطئة لفتح المعابر الحدودية بأسرع وقت بما يحقق المصالح التجارية والاقتصادية بين البلدين والتواصل الشعبي. وأكد البلدان أهمية استئناف التشاور والتباحث حول القضايا العالقة بين البلدين في إطار من الأخوة والتعاون وضرورة المضي قدماً في بحث إقامة الآليات اللازمة لضبط وتأمين الحدود بين البلدين. ومن جانبه، أبدى وزير خارجية السودان دعم حكومة وشعب السودان الشقيق لتطلعات الشعب المصري في تحقيق الاستقرار والتنمية، مؤكدا دعم بلاده الكامل للجهود التى تبذلها الحكومة المصرية على مسار تنفيذ خارطة طريق المستقبل مهنئًا الشعب المصري على إنجاز الاستحقاق الخاص بإقرار الدستور الجديد للبلاد ومتمنيًا إتمام الخطوات المتبقية من خارطة الطريق بكل نجاح ووفقاً للإطار الزمني المُحدد. وأشاد الجانب المصري بجهود حكومة السودان ولمبادرة الرئيس السوداني الرامية إلى إرساء دعائم السلام والحوار الوطني الشامل في ربوع السودان كما أهاب بالجهات غير الموقعة الإنضمام لوثيقة الدوحة لسلام دارفور، وأشاد بالدور الإيجابي والحكيم للسودان فيما يتصل بالنزاع في جنوب السودان، وأهاب الجانب المصري كذلك بالمجتمع الدولي دعم السودان لتقرير الإستقرار والتنمية وخاصة ما يتصل بإزاحة عبء المديونية والعقوبات الأحادية. وأكد الجانبان محورية قضية مياه النيل في ضوء أن نهر النيل يُمثل شريان الحياة الرابط بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان، مؤكدين التزامهما الكامل بالاتفاقيات الموقعة بينهما، وفى مقدمتها اتفاقية 1959، وأهمية تنسيق المواقف فيما يتعلق بالتحديات القائمة في هذا الموضوع. واتفق الجانبان على ضرورة الاعتماد على الحوار البناء كأساس لتحقيق المنافع المشتركة بينهما وبين جميع دول حوض النيل، وعلى إيمانهما الراسخ بحق جميع دول الحوض في التنمية مع ضرورة تجنب الإضرار بالغير، لاسيما في ظل الاعتماد الكامل لدول المصب على نهر النيل كمورد أساسي للمياه. وفيما يتعلق بسد النهضة الاثيوبي، أكد الجانبان أهمية توصيات لجنة الخبراء الدولية بشأن الدراسات المطلوب استكمالها لتحديد الآثار المحتملة للسد على دول المصب متطلعين إلى استئناف المشاورات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا في أقرب فرصة ممكنة وعلى المستويين الفني والسياسي من أجل التوصل إلى اتفاقات بشأن كيفية إتمام الدراسات المطلوبة مع أهمية التركيز على بناء الثقة والحوار الشفاف القائم على المصداقية وتفهم شواغل واحتياجات الغير كأساس للتوصل إلى التفاهمات المرجوة.