عرض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، العمل مع أحزاب المعارضة بشأن إعادة هيكلة مجلس القضاء الأعلى المسئول عن إدارة الشئون القضائية في البلاد. يأتي هذا التصريح بعد مرور يوم على قيام الرئيس التركي عبدالله جول، بعقد اجتماعات مع أردوغان ورؤساء أحزاب المعارضة التركية التي تنتقد مشروع القانون الذي قدمة حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة أردوغان للبرلمان بشأن إعادة هيكلة مجلس القضاء الأعلى ونقل بعض صلاحياته إلى وزير العدل بكير بوزداج . وقال أردوغان في مؤتمر لحزبه الحاكم العدالة والتتنمية اليوم الثلاثاء: " سوف نجمد مشروع القانون إذا قالت المعارضة.. دعونا نجرى هذا التعديل الدستوري سويا .. ولكن الاجتماعات التي تعقد اليوم حاسمة". وعقد بوزداج، في وقت سابق اليوم اجتماعا مع زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي كمال كيليتشدار . وقال قيادي بارز في الحزب إنه سوف يتم تقديم عرض أردوغان على كيليتشدار، لمناقشته في داخل اروقة الحزب . وقال أردوغان: " القضية لاتتعلق بالفصل بين السلطات أو استقلال القضاء..الأمر يتعلق بفقدان القضاء لحياده لكونه واقع تحت سيطرة منظمة" ، في إشارة الى جمعية "خدمة". وتؤكد الحكومة أن القضاء واقع تحت تأثير تشكيل غير قانوني تصفه بأنه "دولة مواز ية". وأضاف أردوغان أن التحقيق بشأن قضية الكسب غير المشروع الذي بدأ في 17 من الشهر الماضي كان "حملة تشهير وتشويه مكثفة " تستهدف الحكومة التركية في الداخل والخارج. وتابع أردوغان" أن التحقيق كان "عملا انتقاميا" بسبب "الموقف الحازم " للحكومة التركية بشأن مصر "وسياساتها الخارجية المبدئية " في إيران والعراق و"القلق إزاء الوضع الانساني "في سورية "ورفض ما يجرى في فلسطين". وتتعارض تصريحات أروغان مع تأكيد نائبه بولنت ارينتش، أمس الاثنين بأن مشروع قانون إعادة هيكلة مجلس القضاء الأعلى لن يتم سحبه. كان المجلس الأعلى للقضاة، في تركيا قد وصف مطلع الشهر الجاري مشروع قانون إصلاح القضاء الذي قدمته الحكومة بهدف تشديد الرقابة على القضاء بأنه غير دستوري وينال من استقلالية القضاء. وتسعى الحكومة التركية التي تشهد فضيحة سياسة ومالية للقيام بحملة ل"تطهير" القضاء والشرطة من العناصر الموالية لجمعية "خدمة" التابعة للداعية الإسلامي فتح الله جولن، المقيم في الولاياتالمتحدة. واتهم أردوغان هذه الجمعية بأنها وراء فضيحة الفساد بهدف زعزعة سلطته من خلال استغلال تحقيق واسع بشأن قضية فساد طالت مقربين منه وتسببت بأزمة سياسية كبرى.