ذكرت صحيفة "التيليجراف "البريطانية، أن اعتقال السلطات الإيرانية لجاسوس بريطاني أمس-السبت-يهدد بإشعال أزمة دبلوماسية بين طهرانولندن. ونقلت الصحيفة عن مسئولين إيرانيين قولهم اليوم الأحد: إن رجل أعمال في العقد الخامس من عمره ألقي القبض عليه للاشتباه فيه بجمع معلومات استخباراتية في جميع المجالات لصالح جهاز الاستخبارات البريطانية "إم آي 6". وأكد المسئولون أن الرجل اعترف باجتماعه بأربعة ضباط من جهاز الاستخبارات البريطانية داخل وخارج إيران في إحدى عشر مناسبة. وذكرت الصحيفة أن قرار إيران إعلان اعتقال الجاسوس يأتي في مرحلة حرجة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتي انقطعت على جميع الأصعدة الرسمية بعد الهجوم على السفارة البريطانية في طهران منذ عامين. وقال خبراء إن اعتقال الجاسوس والإعلان عن ذلك قد يقف وراءه متشددون يعارضون الوصول لاتفاق لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الحكومية الإيرانية "إيرنا" أن القوات الأمنية، اعتقلت رجلا يعمل لصالح الحكومة البريطانية في محافظة كرمان التي تقع جنوب شرقي البلاد. ولم يتم الكشف عن جنسية الرجل الذي أكدت إيران أنه اعترف بالتجسس لصالح بريطانيا. يذكر أن عقوبة التجسس في إيران هي الإعدام. ورفضت المتحدثة باسم الخارجية البريطانية التعليق، مؤكدة أنها لن تعلق على أمور استخباراتية. وقالت مصادر في الحكومة إن التكتيك المتبع في إيران بالقبض على محليين بتهم ملفقة على أنهم جواسيس بريطانيين، شىء متبع ويحدث كل بضعة أشهر في البلاد ولكنه لا يتم الإعلان عنه من قبل النظام. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن الأمر المقلق قد يكون أنه إشارة تصميم من جانب المتشددين في النظام على إيقاف المفاوضات مع الغرب والتي شملت الاتفاق المبرم الشهر الماضي بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقال دادخودا سالاري رئيس المحكمة الثورية في كرمان: إن الجاسوس رجل له أنشطة تجارية قام باتصالات مع السفارة البريطانية في طهرن قبل إغلاقها. وأضاف سالاري "المتهم أجرى أحد عشر لقاء شخصيا مع ضباط الاستخبارات البريطانية داخل وخارج البلاد، في كل لقاء كان يعطي للضباط المعلومات التي طلبوا منه جمعها وفي نفس الوقت تلقى تعليمات معينة تتيح له العمل ضد مصالح الجمهورية الإسلامية". وذكر موقع "تسنيم" الإيراني أن لقاءات المتهم مع ضباط المخابرات تمت في العاصمة البريطانية لندن. ويأتي الإعلان عن القبض على الرجل بعد يوم واحد من قيام حسن حبيب الله زادة المبعوث الإيراني الجديد لبريطانيا، بزيارته الأولى للندن . وقال زاده بعد وصوله إن المفاوضات قائمة لحل القضايا الحالية . وقال البروفيسور علي أنصاري من معهد الدراسات الايرانية في جامعة سان أندرو إن " القضية ترتبط بالصقور والمتشددين في المؤسسة الثورية الإيرانية الذين يحاولون إفشال المفاوضات الجارية". وأضاف "النظام الإيراني قام بعمل رائع فيما يتعلق بالعلاقات العامة خلال الشهرين الماضيين، حيث روجوا أن البلاد مفتوحة للاستثمارات ولكن هذه الأنباء تشير إلى أن النظام الإيراني القديم لايزال حيا".