تعثرت من قبل محاولة إنشاء مفوضية للشباب، تستهدف التمكين السياسي لهم بوصفهم المحرك الرئيس لثورة التغيير في مصر، قادها مستشار الرئيس للشئون السياسية الدكتور مصطفي حجازي واليوم يحاول نائب رئيس الوزراء الدكتور زياد بهاء الدين تكوين "المجلس الوطني للشباب". وذلك لتحقيق نفس الغاية، ودعا ممثلي الحركات الشبابية والثورية للاجتماع معه لبلورة هذا المجلس في صيغة تنفيذية تؤمن له الخروج للنور، إلا أن الأخير دعا عدد محدود من تلك القوى للاجتماع معه، وتجاهل آخرين، ما أثار قدرًا عالياً من اللغط السياسي ليس حول تلك النية الحكومية بهذا السياق، وإنما القدرة على التمثيل الحقيقي للشباب أيضًا. فمن جانبه، أكد محمد عطية عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية، أحد الرموز الشبابية التي حضرت الاجتماع الأخير لبوابة الأهرام: أن الاجتماع التي تم بين بهاء الدين وعدد من الحركات الثورية جاء بناء على دعوة من مجلس الوزراء لبعض الشباب بأسمائهم، بهدف إنشاء مجلس وطني للشباب، وسوف يتم تكوينه من 20 عضوًا، وحدد القوى التي سوف تشارك فيه: عضوان من كل من جبهة 30 يونيه وشباب جبهة الإنقاذ، وحركة تمرد، وعضو من كل من حركة كفاية، وحركة 6 ابريل، بالإضافة لأعضاء لممثلين عن نقابتي الفلاحين والعمال، وعددًا من الشخصيات السياسية والفقهاء الدستورين والخبراء ورجال الإعمال، وسوف يكون المجلس الجديد تحت رعاية عبد الغفار شكر، مشيرا أن الدعوة جاءت أيضا من الدكتور مستشاري مصطفى حجازي وأحمد المسلمانى. ويهدف المجلس لمحاولة، حسب توصيف عطية لوضع وبلورة رؤية الشباب إزاء القضايا السياسية على الساحة المصرية، ورفعها إلى مجلس الوزراء ووضع توصيات خاصة بالانتخابات الرئاسية والانتخابات البرلمانية. وأضاف أيضًا: أن مفوضية الشباب التي تم تدشينها منذ فترة برئاسة الدكتور مصطفى حجازي مازالت لغزًا محيرًا حتى الآن ولم يتم فيه أي شيء من الأهداف التي كانت محدده له من قبل. شاركه في هذا الموقف أحد الذين حضروا اللقاء، حيث قال عمرو عز عضو المكتب التنفيذي لتكتل القوى الثورية، ل"بوابة الأهرام": إن المجلس الوطني لشباب فكرة مقدمة من شباب جبهة الإنقاذ، تم عرضها على رئاسة الوزراء، وتمت الموافقة عليها، موضحا أنه ليس هناك فرق كبيرة بين مفوضية الشباب التي تم تدشينها قبل ذلك، وبين المجلس الوطني لشباب فكلاهما حسب توصيفه، عمل يجمع الشباب، ويسعى إلى تحقيق نفس الأهداف، وهى محاولة لوضع حلول للمشاكل والتحديات التي تواجه الشباب، وعمل جسور للتواصل بينهم وبين السلطة القائمة والشباب من خلال التأهيل والتثقيف والدمج العضوي داخل المؤسسات الدولة، بالإضافة لمحاولة إزالة العقبات التي أمامهم وكيفه استغلال طاقات الشباب، مشيرا إلى أننا حاليا نحاول وضع إطار تنظيمي للحركات الثورية والشباب داخل الأحزاب السياسية لتكوين تكتل واحد، يساعد الحكومة على مساعدة وتمكين الشباب. وأضاف أيضًا، إن المجلس سيكون ممثلاً حقيقي للشباب داخل المحافظات، والمجموعة التي ستقوده سيتم تشكيلها من جميع الأحزاب والتيارات والقوى الوطنية دون تمييز أو إقصاء، وستكون جميع المناصب داخله بالانتخاب كما أن المجلس سيجري استطلاعًا للرأي في كل المحافظات لمعرفة اتجاهات الشباب والمواطنين وتحليل ما يصل إليه من معلومات وتقديمها للحكومة. كما أن عمل المجلس حسب توصيفه، سيكون على 3 محاور رئيسة: الأول سياسي والهدف منه المشاركة بثلث عدد الأشخاص المشاركين في لجنة وضع الدستور الجديد. والثاني تنفيذي، حيث يشارك الشباب في الهيئات الحكومية بشكل استشاري، بداية من مجال المدن والفري والمحليات، مروراً بالمحافظات والمجالس المنتخبة والوزارات. والمحور الثالث خدمي، ويكون على العمل التطوعي والاستفادة من خبرات الشباب لخدمة مصر. فيما قال طارق الخولى عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية: إن اجتماعهم مع الدكتور زياد بهاء الدين، ناقش الخطوات الأولية لعمل مجلس جامع للشباب ينهي حالة التهميش التي يعانوا منها، لافتًا إلى أنه تم الاتفاق على أن يكون هناك تشريع يصدر بشأن تشكيل هذا المجلس الوطني، والذي سيشمل عمله مجالات التدريب والتأهيل الشامل للشباب تمهيدًا للتمكين في مؤسسات الدولة. وأشار أيضًا إلى أنه تم تشكيل لجنة مُصَغَّرة من الشباب، منوط بها تجميع كل القوى الشبابية حول هذا المجلس، وكتابة ملامح المشروع بشكلٍ كامل، قبل تقديمه للحكومة. أما على جانب القوى الشبابية التي لم تدع لهذا الاجتماع وانتقدت تلك الخطوة بسبب عمليات الإقصاء التي حدثت لهم، قال محمود عفيفي المتحدث الإعلامي باسم تيار الشراكة الوطنية ل"بوابة الأهرام": لم توجهه لنا الدعوة لحضور هذا الاجتماع، كما أننا داخل التيار لا نهتم سواء بالدعوة أو بالمجلس المقترح، ونركز حاليًا على دعم وتقوية فعاليات تيار الشراكة، ومحاولة استكمال ملفاته التي أنشىء من أجلها. فيما شن تيار المستقبل أعنف هجوم على المجلس الجديد، وقال أحمد السكري المتحدث الإعلامي باسم التيار لبوابة الأهرام، إن التيار لن يشارك بهذا المجلس المقترح، الذي تم الاتفاق عليه مع زياد بهاء الدين، مشيرًا إلى أن شباب 30 يونيه الذين التقى بهم زياد بهاء الدين لا يمثلون كل القوى الثورية الأخرى، وكان لابد من أخذ ممثل عن كل حركة سياسية، والابتعاد عن تقريب بعض القوى وإقصاء الآخرين. وأوضح إذا كانت رسالة وهدف المجلس الجديد السعي والعمل على تمكين الشباب سياسيا واجتماعيًا، فكيف يمكن أن يتحدث ممثل مجلس الوزراء عن تلك الغايات في حين أنه يقصيهم بعيدًا عن المشاركة في أحداث سياسية تحدث تحت رعايته. وانضم لتلك المعارضة اتحاد شباب حزب المؤتمر، الذي رفض سياسة الإقصاء التي أتبعها بهاء الدين تجاه شباب الحزب بالدعوة لحضور الاجتماع الخاص بتدشين المجلس الوطني للشباب، معلنا أن الأسلوب الانتقائي الذي يتبعه نائب رئيس الوزراء لن يجنى إلا مزيدا من الانقسام الداخلي بين القوى السياسة والذي بدوره حسب بيان الاتحاد، بدوره سيؤدى إلى مزيدا من استقطاب لن يؤدى إلى المصالحة الوطنية التي من الواضح أنه يرعاها، تاركاً المهام الاقتصادية الموكلة إليه بصفته، وإذ ندعوه إلى رفع يده عن الشباب والتركيز في ملفه الاقتصادي.