يتوقع أن تقدم المعارضة البحرينية مطالب اليوم الأحد لولي عهد البلاد الذي يقود حوارا وطنيا بعد أن انسحبت قوات الجيش واستعاد المحتجون ميدانا أصبح رمزا لقضيتهم. وتدفق المحتجون المناهضون للحكومة عائدين إلى ساحة اللؤلؤة في العاصمة المنامة أمس السبت، وجعلوا شرطة مكافحة الشغب تهرب، ونصبوا بشكل ينم عن الثقة خياما لإقامة مطولة في الميدان. وكانت القوات والمدرعات والدبابات انسحبت في وقت سابق بناء على أوامر ولي العهد من الساحة التي سيطرت عليها منذ يوم الخميس بعد أن شنت شرطة مكافحة الشغب هجوما خلال الليل ضد المحتجين الذين اعتصموا هناك. وأدى ذلك إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 231. وسرعان ما اكتظ دوار اللؤلؤة بعشرات الآلاف الذين احتفلوا بانتصار المحتجين وأغلبهم من الشيعة والذين خرجوا إلى الشوارع يوم الاثنين مستلهمين ثورتين شعبيتين أطاحتا برئيسي مصر وتونس. وقال مصدر بالمعارضة طلب عدم نشر اسمه لرويترز إنه بالإضافة إلى سحب قوات الأمن فإن مطالب المعارضة الرئيسية هي الإفراج عن المعتقلين السياسيين، واستقالة الحكومة، وإجراء محادثات بشأن وضع دستور جديد. وأضاف المصدر أنه من المرجح تقديم هذه الطلبات اليوم الأحد إلى ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الذي ينظر إليه على أنه إصلاحي. وقال المصدر إن "الطرفين الأساسيين (فى الحوار) هما الشيخ علي سلمان وإبراهيم شريف." والشيخ علي هو الأمين العام لجمعية الوفاق الشيعية المعارضة، في حين يرأس شريف جمعية "وعد" العلمانية التي لم تفز بأي مقعد في البرلمان". وأشار ولي عهد البحرين أمس السبت إلى أن هذه الاضطرابات جاءت نتيجة عدم القيام بعمل إزاء مطالب الشيعة الذين يشكلون غالبية سكان البحرين. وقال لقناة العربية "نلخص الموضوع بعدم الاهتمام أو يعني تهميش لبعض المطالب الأساسية، فنحن نريد أن نصلح هذا الوضع نريد أن لا يتكرر هذا الوضع مرة ثانية." وذكر بيان رسمي نشرته وسائل الإعلام السعودية الرسمية أن السعودية التي تخشى من احتمال امتداد هذه الاضطرابات إلى الأقلية الشيعية الموجودة بها دعت البحرينيين إلى العمل بحكمة وقبول مقترحات حكومة البحرين الحريصة على حماية الاستقرار والأمن. وتشعر الأغلبية الشيعية التي تشكل 70 % من شعب البحرين بالتحيز ضدها في الدولة التي تحكمها عائلة سنية وحليفة وثيقة للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. ويشعر الشيعة باستبعادهم من صنع القرار ويشكون من معاملة غير عادلة فيما يتعلق بالحصول على الوظائف الحكومية والإسكان. وقال المصدر إن هناك تكهنات متزايدة بأن ولي عهد البحرين سيحل محل رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة بشكل مؤقت. وقال مراقبون في البحرين إن ولي العهد ظهر بوصفه الرجل القوي الذي استبعد في الوقت الحالي المتشددين في البلاط الملكي ورئيس الوزراء.