قالت وكالة رويترز أن المعارضة البحرينية ستقدم اليوم مطالبها لولي عهد البلاد الذي يقود حوارا وطنيا بعد أن انسحبت قوات الجيش واستعاد المحتجون ميدانا أصبح رمزا لقضيتهم. وقال مصدر بالمعارضة طلب عدم نشر اسمه انه بالإضافة إلى سحب قوات الأمن فان مطالب المعارضة الرئيسية هي الإفراج عن المعتقلين السياسيين واستقالة الحكومة وإجراء محادثات بشأن وضع دستور جديد. وأضاف المصدر إن من المرجح تقديم هذه الطلبات يوم الأحد إلى ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الذي ينظر إليه على انه إصلاحي، وان”الطرفين الأساسيين هما الشيخ علي سلمان وإبراهيم شريف.” والشيخ علي هو الأمين العام لجمعية الوفاق الشيعية المعارضة في حين يرأس شريف جمعية وعد العلمانية التي لم تفز بأي مقعد في البرلمان. وذكر بيان رسمي نشرته وسائل الإعلام السعودية الرسمية إن السعودية التي تخشى من احتمال امتداد هذه الاضطرابات إلى الأقلية الشيعية الموجودة بها دعت البحرينيين إلى العمل بحكمة وقبول مقترحات حكومة البحرين الحريصة على حماية الاستقرار والأمن. وقال المصدر إن هناك تكهنات متزايدة بان ولي عهد البحرين سيحل محل رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة بشكل مؤقت. وقال مراقبون في البحرين إن ولي العهد ظهر بوصفه الرجل القوي الذي استبعد في الوقت الحالي المتشددين في البلاط الملكي ورئيس الوزراء. وكان الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية المعارضة الشيخ علي سلمان أعلن أن “قرار الحوار مع الحكم ليس قرار الوفاق وحدها بل قرار القوى السياسية” مشددا على ضرورة توفير الظروف الملائمة لإنجاح هذا الحوار. وقال سلمان بعد لقاء للقوى السياسية قبل قليل من عودة ألاف المتظاهرين إلى دوار اللؤلؤة “إن القوى السياسية المعارضة مصرة على ضرورة السماح للمتظاهرين بالعودة إلى دوار اللؤلؤة والسماح بحرية التعبير بعيدا عن تدخل قوات الأمن”. وبشأن الدعوة إلى الحوار التي وجهها ولي العهد الأمير سلمان بين حمد آل خليفة، قال الشيخ علي سلمان الذي تمثل جمعيته التيار الشيعي الرئيسي في البحرين “أن الحوار يحتاج لتوفير فرص النجاح وبالتالي لا بد من ضمانات كي لا يتحول إلى مجرد استهلاك للوقت بل يقود إلى ثمار حقيقية” حسب تعبيره. واعتبر سلمان إن “إعلان خطوات للإصلاح” و”استقالة الحكومة شرط أساسي لأنها جزء من المشكلة وأثبتت فشلها في الوفاء بمتطلبات الناس المعيشية”، مضيفا “الحكومة جزء من المشكلة وبالتالي لن يكون هناك انسجام في الحوار معها”. واعتبر إن استمرار مصادرة حق التعبير “لا يعطي إشارة جيدة بان هناك نية للالتزام بالحقوق الأساسية (...) هذا قد يضعف من صدقية الدعوة للحوار (...) القوى السياسية ترى وجوب احترام حق التعبير للناس”. وردا على سؤال، قال سلمان إن “الحوار لم يبدأ بعد بل إن هناك اتصالات” و”لم تصل إلى نتيجة واضحة” مضيفا “مطالبنا واضحة، حرية التعبير للناس وتمكين المواطنين من الذهاب للدوار” و”وقف سياسة القتل لان هناك سياسة بالقتل تجاه المتظاهرين”. وأضاف “الناس ستلتمس صدقية الدعوة للحوار إذا تمت هذه الخطوات”. وأشار سلمان إلى أن “القوى السياسية في البحرين لديها مطالب قديمة قبل 14 فبراير أبرزها “الدستور العقدي” و”صلاحيات الرقابة والتشريع للمجلس المنتخب”، موضحا “إذا كانت هناك استجابة (من الحكومة) فان هذا سيخلق أرضية جيدة للحوار”. وتمكن ألاف المتظاهرين من العودة السبت إلى دوار اللؤلؤة بوسط المنامة بعد يومين من فض اعتصامهم بالقوة، فيما أمر ولي العهد قوات الأمن بالانسحاب من مواقع التظاهر. وانسحب الجيش البحريني صباح السبت من العاصمة البحرينية، الأمر الذي اشترطته المعارضة من اجل القبول بدعوة الحوار التي أطلقها ولي العهد، إلى جانب شرط استقالة الحكومة. وتمكن المتظاهرون، وبينهم نساء، من اقتلاع الأسلاك الشائكة ومن الوصول إلى الدوار من دون مواجهات مع الشرطة فيما بدأ بعض الشبان ينصبون الخيام لإعادة إحياء الاعتصام الذي انتهى بشكل دام فجر الخميس بمقتل أربعة أشخاص وقاموا بإشعال الشموع تكريما للضحايا الذين سقطوا فجر الخميس.