شهد مساء أمس الإثنين، ضريح الزعيم الراحل ياسر عرفات بمدينة رام اللهبفلسطين إقبالا تاريخيا حيث الاحتفال بذكرى اغتيال الزعيم الراحل، حيث أصبح هذا اليوم هو مناسبة لأهالي فلسطين لتذكر الزعيم الراحل وتذكير العالم به ودوره البطولي في القضية الفلسطينية. وتحول الضريح إلى مزار تاريخي لكل محبي عرفات من جميع أنحاء العالم، حيث قام وفد الصحفيين المشارك في احتفالات الشعب الفلسطيني بذكرى وفاة عرفات بزيارة لهذا الضريح الذي امتلأ بجنسيات مختلفة جائت لتزور الضريح وتترحم على الزعيم الراحل. وتجولت عدسة "بوابة الأهرام" -ضمن الوفد الصحفي المشارك في الفاعليات- في أرجاء ضريح الزعيم الراحل ياسر عرفات، لترصد الزيارات المتنوعة للضريح وقراءة الفاتحة للراحل عرفات من أبناء شعبه الفلسطينيين، ومن دول مختلفة أخرى، حيث شهد الضريح احتفالات وشعارات وهتافات من الأطفال والنساء والشباب ومحبين من دول وجنسيات مختلفة. وبدأت الجولة بالدخول عبر بوابة الأمن التي يقف عليها أكثر من 5 جنود يرأسهم ضابط من جهاز الأمن الفلسطيني، يقومون بتنظيم عملية الدخول والخروج، وتفتيش الحقائب، ثم تنتقل إلى بوابة الضريح الذي يرقد فيه جثمان الراحل ياسر عرفات لتجد ضباطًا من جهاز الأمن يصاحبهم أكثر من 6 جنود يقوم الزائر بتقديم نفسه ثم يقرأ الفاتحة ويضع أكاليل الزهور حول الضريح ويخرج في نظام. ورصدت عدسة "بوابة الأهرام" الأطفال في زي الكشافة رافعين اللافتات التي تنادي بالتحرير وأقوال للراحل ياسر عرفات، وأخرين يرتدون زيا موحدا ويحملون الورد، وبجانب الأعمدة التي تحوي الضريح يوجد متحفا يسجل ويرصد للتاريخ أهم اللحظات الفارقة في حياة الزعيم ياسر عرفات، ولكن نظرا لظروف أمنية لم نتمكن من زيارته.. جدير بالذكر أن الزعيم الراحل ياسر عرفات هو أحد رموز حركة النضال الفسطيني من أجل الاستقلال، واسمه الحقيقي محمد عبدالرؤوف عرفات القدوة الحسيني وعرفه الناس باسم "محمد القدوة" واشتهر بكنيته "أبوعمار"، وولد في 24 أغسطس 1929، وتولى رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية بالانتخاب في عام 1996، وهو القائد العام لحركة فتح أكبر الحركات داخل المنظمة التي أسسها مع رفاقه عام 1959. يعد الراحل عرفات هو الولد السادس لأسرة فلسطينية تتكون من سبعة أفراد، وكان والده يعمل في تجارة الأقمشة، ونسبه من جهة أمه يتفرع من عائلة الحسيني التي تعتبر من الأسر المقدسية الشهيرة التي برز بعض أفرادها في التاريخ الوطني الفلسطيني. اتخذ ياسر عرفات لنفسه، صورة الأب الحامل على كاهله مسئولية القضية الفلسطينية وهمومها، لذلك كان عرفات، يعامل أبناء الشعب الفلسطيني ، معاملة أبوية، ومن هنا اكتسب أبو عمار- وهو اللقب الذي اختاره لنفسه بعد تأسيس حركة فتح- رمزية القائد سيما أنه، كان يتمتع بكاريزما وجاذبية شخصية وكان يواضب على ارتداء الزي العسكري مع الكوفية الفلسطينية بشكل شبه دائم، لذلك حاز عرفات على شعبية جارفة، في أوساط الأطفال والشباب الفلسطينين. تزوج عام 1990 بسكرتيرة مكتبه السيدة سها الطويل، وهي سيدة مسيحية من آل الطويل الثرية، وعندما تزوج عرفات، كان يبلغ من العمر61 عاما، بينما كانت سها في 27 من عمرها، وكان ثمرة هذا الزواج، أن ولدت لهم ابنة سماها عرفات زهوة، على اسم أمه، ومن الناحية الدينية واظب عرفات كمسلم على أداء الصلوات المفروضة ولم يبد خلال حياته تمظهرا دينيا باستثناء استشهاده ببعض آيات القرآن الكريم في بعض خطبه وتصريحاته وذلك مرده على ما يبدو إلى رغبته بالظهور كزعيم لعموم الشعب الفلسطيني الذي يشتمل في تركيبته على أقليات دينية. وعلى الرغم من ظهور عرفات بمظهر الرجل المتواضع والمتقشف إلا أن الكثير من اللغط أثير من قبل أوساط إسرائيلية وغربية حول ثروته وأرصدته في البنوك، مع ذلك يُعتقد أن معظم هذه الأموال كانت من أموال الدول المانحة التي كان يستخدمها في مصاريف تخص السلطة، وعندما توفي عرفات أوصى بأن تعطى زوجته سها الطويل التي كانت قد غادرت قطاع غزة لتعيش في الخارج حصة من هذه الأموال. توفى عرفات في ظروف غامضة في 11 نوفمبر 2004 ، ويتواجد قبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في رام الله على الرغم من رغبته في أن يدفن في القدس. وإليكم ما رصدته عدسة "بوابة الأهرام" اثناء فعاليات الاحتفالات: