كشف مصدر بجماعة "الإخوان المسلمون"، أن القيادي الإخواني بالتنظيم الدولي يوسف ندا هو صاحب الكلمة العليا في إدارة الأزمة التي تعرضت لها الجماعة بمصر بعد الموجة الثورية الثانية في "30 يونيو". وأوضح المصدر خلال تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام"، أن ندا تجاهل الخلافات الشديدة التي دخل فيها مع الإخوان بمصر ولاسيما المهندس خيرت الشاطر بعد الموجة الثورية الأولى في "25 يناير"، مشيرا إلى أن ندا يتعامل مع الأزمة على أن "المصائب تجمعنا رغم الخلاف". ولفت المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن ندا يرى أن المصالحة مع النظام ضرورة لكن في الوقت المناسب، مشيرًا إلى أن ندا يؤكد أن إقدام الجماعة على عقد اتفاق مصالحة فإنها ستضطر لعقد اتفاق إذعان وليس اتفاق للمصالحة. وكشف المصدر أن ندا بعث للقائمين على إدارة الجماعة من رجال المهندس خيرت الشاطر من الصف الثاني والثالث برسالة مفادها أنه على الإخوان أن يتحملوا ما وصفته الرسالة بالمحنة التي يمرون بها الآن، موضحا أن ندا طالبهم بمواصلة الضغط من خلال التظاهر على النظام الحالي. وبحسب المصدر، فإن ندا أكد خلال رسالته لإخوان مصر على أن مواصلة الضغوط على النظام بالتظاهر سيخلق وضعا تفاوضيا جيدا للجماعة لاسيما إذا ما أقدم الفريق أول عبد الفتاح السيسي على خوض الانتخابات الرئاسية. وأضافت الرسالة وفقا للمصدر: "كما أن الوضع الاقتصادي المصري سيئ وأن القاهرة لن تستطيع جذب استثمارات خارجية في ظل حالة عدم الاستقرار التي تعيش فيها البلاد بسبب استمرار التظاهرات من جانب وما توقعه ندا من اشتعال تظاهرات عمالية للمطالبة بحقوقهم المهدومة"، مشيرة- الرسالة- إلى أن الأوضاع الاقتصادية ستدفع النظام لتقديم تنازلات خلال المفاوضات. وعن الخلافات القديمة مع المهندس خيرت الشاطر، أوضح المصدر أن ندا تجاوز هذه الخلافات لكون المحنة التي يمر بها التنظيم بمصر من شأنها إصابة التنظيمات الإخوانية حول العالم بضربة لن يستطيع أن يتجاوزها قبل 10 سنوات. وحول أسباب الخلاف القديم بين ندا والشاطر، كشف المصدر أن الخلاف يرجع لكون ندا كان يرغب في العودة إلى القاهرة على أن يُمكن من وضع الإستراتيجية الاقتصادية للاقتصاد المصري وهو ما عارضه الشاطر، مشيرًا إلى أن الشاطر سعى لأن يهيمن على هذا الملف ليتم إدارته تحت إشرافه وليس تحت إشراف آخر. وتابع: "ومن بين أسباب الخلاف أيضا بين ندا والشاطر، دعم ندا للجناح الإصلاحي بالجماعة والذي همشه الشاطر في التنظيم ومخاوف الشاطر من عودة ندا لكونه سيسحب البساط من تحت قدميه". واستطرد: "كما أن الشاطر سعى لخلق ولاءات له بداخل التنظيم الدولي مطلع الألفية الجديدة وقبل الموجة الثورية الأولى في (25 يناير) بغية الحد من هيمنة ندا على التنظيم الدولي"، مشيرا إلى أن الشاطر نجح في ذلك عبر عدد من الأشخاص من بينهم عصام الحداد وأيمن علي وغيرهم. وذكر المصدر أن ندا كان يرغب بالفعل فى العودة للاستقرار بمصر وكان يدعمه في ذلك عصام العريان وجمال حشمت وحلمي الجزار وأحمد عبد الرحمن وغيرهم، مشيرا إلى أن الشاطر ورجاله شنوا حملة ضد ندا في التنظيم بمصر لتشويهه تحسبا لعودته. ونوه المصدر إلى أن من بين الخلافات بين الشاطر وندا علاقات مصر الخارجية بخاصة مع إيران ودول الخليج، موضحا أن ندا كان يرى ضرورة خلق علاقات طيبة مع دول الخليج ولاسيما السعودية وعرض التوسط في ذلك اعتمادا على صداقاته بعدد من أمراء المملكة. وأضاف: "كما أن ندا أكد على ضرورة أن تسير العلاقات بين القاهرة وطهران بوتيرة أسرع وعرض التدخل معتمدا على صداقاته بعدد من الشخصيات المؤثرة في إيران وفي مقدمتهم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي"، مؤكدا أن الشاطر عارض ذلك للحيلولة دون عودة ندا للهيمنة على صناعة قرار الجماعة والحد من دوره في التنظيم بالداخل والخارج. وتابع: "كما أن الشاطر حاول تهميش دور ندا في التنظيم الدولي من خلال أيمن علي الذي كان يشغل على عهد حكم مرسي مستشار الرئيس لشئون المصريين في الخارج"، موضحا أن ندا استسلم في النهاية لعملية تهميشه وترك الشاطر يقود الجماعة في الداخل والخارج حتى ثورة "30 يونيو". وأشار المصدر إلى أن ندا بعد الموجة الثورية الثانية تجاوز الخلافات مع الشاطر وعاد مجددا ليقود التنظيم الدولي معتمدا على ثلاثة من عناصر التنظيم المؤثرين وهم محمد محمود الإبياري وعبد الموجود درديري وهما من إخوان مصر وعماد الحوت وهو من أبناء الجماعة الإسلامية اللبنانيين، منوها إلى أن ندا استغل علاقاته القديمة للضغط على النظام بالقاهرة. وحول دور القيادي البارز بالتنظيم الدولي إبراهيم منير وتواصله مع إصلاحيي مصر بالداخل وعلى رأسهم الدكتور محمد علي بشر والدكتور عمرو دراج، أوضح المصدر أن ندا بدأ يهمش من دور منير الذي يشغل منصب الأمين العام للتنظيم في الفترة الأخيرة بعد الموجة الثورية الثانية، مشيرا إلى أن ندا ينظر لبشر ودراج على أن الصدمة أخذتهم وخوفهم على الجماعة والضغوط التي يمارسها عليهم النظام الجديد في مصر تدفعهم إلى الإصرار على تحقيق المصالحة على الرغم أن وقتها لم يحن بعد. واختتم المصدر سرده حول أوضاع الجماعة بالتأكيد على أن الشاطر وندا أصبحا قطبي إدارة الأزمة الراهنة في الداخل والخارج، موضحا أن اعتماد ندا على رجال الشاطر بالصفين الثاني والثالث في تطبيق رؤيته يرجع لكون هذه المجموعة تنفذ التعليمات بحذافيرها وهو ما تحتاج إليه الجماعة الآن ولكون هذه المجموعة هي الممسكة بمفاصل التنظيم والقادرة على توصيل التعليمات.