تختتم، اليوم الأربعاء، في جنيف جولة مفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني تشكل اختبارًا لمصداقية التغيير الذي أعلنت عنه الرئاسة الإيرانية الجديدة، غداة تقديم طهران عرضًا مهمًا بشأن هذا الملف المثير للجدل. وفي مؤشر إلى الأجواء الجديدة التي تطبع هذه المفاوضات، عقد اجتماع ثنائي نادر بين نائبي وزيري الخارجية الأمريكي والإيراني مساء أمس الثلاثاء في جنيف على هامش المحادثات بين إيران ودول مجموعة 5+1. والتقت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشئون السياسية ويندي شيرمان لمدة ساعة في الأممالمتحدة، نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ووفده المفاوض على ما أفاد مصدر أمريكي وقال مسئول أمريكي كبير إن "المناقشات كانت مفيدة" مشيرًا إلى أن الحوار سيتواصل خلال جلسة موسعة الأربعاء. ويبقى هذا النوع من الاجتماعات الثنائية بين أمريكيين وإيرانيين على هامش مفاوضات موسعة بين إيران ومجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا والمانيا) نادرًا للغاية وجرت سابقة في العام 2009. وعقد الشهر الماضي لقاء بين وزيري الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأمريكي جون كيري على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. وقال المسئول الامريكي، إن اللقاء مساء الثلاثاء في جنيف "يندرج في خط التبادل الثنائي بين الرئيس باراك أوباما والرئيس حسن روحاني عبر الهاتف خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة واللقاء بين الوزير كيري والوزير ظريف". وفي واشنطن رفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي وصف وضع المحادثات في جنيف مكتفية بالإشارة إلى أن هناك "معلومات كافية لإجراء مناقشات فنية". وقالت "لأول مرة أجرى فريقنا محادثات مفصلة جدًا" مذكرة بأن لا أحد يتوقع تحقيق اختراق بين ليلة وضحاها. ولم ترشح أي معلومات عمليًا حول "الاقتراح" الايراني وتعهد المشاركون في المفاوضات بالحفاظ على سرية العرض من اجل التفاوض بشكل افضل. من جهته قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "لن نتفاوض في هذه المسألة علنا أو ندخل في تفاصيل ما يتضمنه عرضهم". وتابع "نريد بالطبع ان نكون واضحين بانه لا يجدر باحد رغم الاشارات الايجابية التي رأيناها .. توقع اختراق بين ليلة وضحاها.إنها مسائل معقدة جدا وفي بعض الحالات مشكلات فنية جدا". لكنه اضاف "لدينا امل كبير باحراز تقدم في جنيف". وكانت المفاوضات متعثرة منذ ابريل الماضي ما ادى الى تشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايراني والت تضر بشكل بالغ باقتصادها. وتشتبه إسرائيل ودول غربية في أن إيران تخفي نشاطًا عسكريًا تحت غطاء برنامجها النووي المدني وهو ما تنفيه طهران، وتتركز مخاوفهم على إمكانية أن تعمد إيران إلى تخصيب اليورانيوم إلى مستوى كاف لصنع قنبلة ذرية. وتبدى اإسرائيل قلقها إزاء تطور هذا الحوار مع إيران وتحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مجددا الثلاثاء في خطاب امام الكنيست عن امكانية توجيه إسرائيل ضربات وقائية إلى إيران.