ذكرت وسائل إعلام حكومية أن أعضاء في البرلمان الإيراني حثوا القضاء اليوم الثلاثاء، على توقيع عقوبة الإعدام على زعماء للمعارضة، على رأسهم مهدي كروبي ومير حسين موسوي، حيث يتهمهم النواب، بالتحريض على الاضطرابات بعد اجتماع حاشد قتل فيه شخص واحد على الأقل وأصيب العشرات. ووقعت اشتباكات أمس الاثنين بين قوات الأمن والمحتجين حين تجمع آلاف من أنصار المعارضة تضامنا مع الانتفاضة الشعبية في تونس ومصر، في إحياء لاحتجاجات حاشدة هزت إيران عقب انتخابات الرئاسة عام 2009. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن بيان النواب: "مهدي كروبي ومير حسين موسوي يفسدان في الأرض وينبغي محاكمتهما"، وقد وقع على البيان 222 نائبا من بين النواب البالغ عددهم 290. وسبق أن وجهت تهمة الفساد في الأرض لمحتجين سياسيين وعقوبتها الإعدام. وقال غلام حسين محسني اجئي المتحدث باسم الهيئة القضائية: "سيتم التصدي لمن تسببوا في الإخلال بالنظام العام يوم الاثنين بقوة وفورا". ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن كاظم جلالي أحد أعضاء البرلمان قوله إن شخصين قتلا في أحداث يوم الإثنين أحدهما بالرصاص. وقالت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية إن مجموعة من الإيرانيين المتشددين بينهم طلبة ورجال دين خططت للقيام باعتصام خارج مجمع الهيئة القضائية في طهران اليوم الثلاثاء، للمطالبة بمحاكمة "فورية لكروبي وموسوي". وقالت أيضا إن طلبة متشددين احتجوا ضد موسوي وكروبي في جامعات مختلفة في طهران. واتهمت السلطات الإيرانية مرارا زعميي المعارضة بأنهما جزء من مؤامرة غربية للإطاحة بالنظام الإسلامي، ونفى موسوي وكروبي الاتهام كما تم منعهما من حضور مظاهرة أمس الإثنين في طهران. كما اتهم رئيس البرلمان علي لاريجاني الولاياتالمتحدة وحلفاءها بدعم المعارضة في أعقاب الانتفاضتين في تونس ومصر، والدولتان حليفتان للولايات المتحدة. وصرح لاريحاني لراديو الدولة: "الهدف الرئيسي للأمريكيين هو محاكاة الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط في إيران". ويبدو أن الاحتجاجات ضد المؤسسة الدينية في إيران انتهت وعادت الحياة لطبيعتها في شوارع طهران ومدن أخرى اليوم الثلاثاء. ومن المتوقع أن يكثف الحكام المتشددون الضغط على المعارضة، خوفا من تكرار احتجاجات عام 2009، التي شهدت أسوأ اضطرابات في إيران منذ الثورة الإسلامية في عام 1979. ونشرت مواقع للمعارضة على الإنترنت أنه تم إلقاء القبض على ما لا يقل عن 20 نشطا مؤيدا للإصلاح قبل احتجاجات أمس. ووصف الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي ثورتي تونس ومصر ضد حكام متحالفين مع الغرب بأنهما "صحوة إسلامية" أشبه بثورة عام 1979، التي أطاحت بشاه إيران، الذي كان مدعوما من الولاياتالمتحدة، لكن المتظاهرين يرون الانتفاضتين أشبه باحتجاجاتهم عقب انتخابات يونيو 2009، التي يقولون إنها زورت لصالح الرئيس محمود أحمدي نجاد، فيما تنفي السلطات تزوير الانتخابات.