في اجتماع استمر 4 ساعات متواصلة، بلا انقطاع، أفصح مديرو المديريات التعليمية على مستوى الجمهورية، عن المشكلات التي يواجهونها قبل بدء العام الدراسي الجديد، فضلا عن المشكلات المتوقع حدوثها؛ بسبب نية تيار سياسي بعينه، توصيل صورة سلبية ومخيفة عن العام الدراسي الجديد، من اليوم الأول. ترأس الاجتماع -الذي انتهي مساء اليوم الخميس- الدكتور إبراهيم هلال، رئيس قطاع التعليم الفني، نيابة عن وزير التعليم د. محمود أبوالنصر، الذي كان في اجتماع مجلس الوزراء، بينما لم يحضر الاجتماع من وسائل الإعلام سوى "بوابة الأهرام"، وجريدة أخرى. وأظهر الاجتماع أن جماعة الإخوان استطاعت أن تتوغل داخل وزارة التعليم بصورة سريعة للغاية، برغم صغر الفترة القصيرة التي قضوها في الحكم، وظهر ذلك جليا بأن هناك نحو 50 ألف معلم إخواني في بني سويف وأسيوط فقط. كان العتاب الأكبر من "هلال" لمديري المديريات أنهم تقاعسوا عن تسلم الكتب المدرسية من مخازن الوزارة بالقاهرة، وقال لهم بالنص: "نحن الآن على خط النار.. والشعب هيحاسبنا واحد واحد". جاء عتاب "هلال" بعد تأكيد وليد عبدالتواب رئيس الإدارة المركزية للمطابع، أن نسبة طبع الكتب المدرسية وصلت إلى 91%، وهو إنجاز لم يحدث من قبل في تاريخ الوزارة، أن يتم طبع 91% من الكتب قبل 10 أيام من بدء الدراسة فعليا. ومحمود درويش مدير عام المشتريات والمخازن بقطاع الكتب، قائلا: "المديريات بتبعت العربيات تاخد الكتب، ومش بتبعت عمال.. وعندي 30 مليون كتاب في المخازن، والمديريات متباطئة في نقل الكتب.. أعمل إيه؟ ورد إبراهيم هلال قائلا: كنت أتمني أن يكون التقصير من قطاع الكتب، وليس من المديريات.. وطلع التقصير منكم انتوا يا وكلاء الوزراء". وحين قال مدير مديرية الشرقية: أنا بقترح إن الوزارة تتعاقد مع حد ينقل الكتب من القاهرة للمديريات، رد "هلال": "أنا بقول لحضرتك إحنا على خط النار.. وجاى تقوللى الوزارة تتعاقد.. ياجماعة الدراسة بعد أسبوع.. عارفين ده معناه إيه؟". هنا رد المستشار مصطفي حسن، المستشار القانوني لوزارة التعليم قائلا: "أقترح وضع بنود تعاقد بين المديرية والمتعهدين بنقل الكتب.. وتكون هناك شروط جزائية شديدة، فضلا عن أن تكون هذه البنود موحدة على جميع المديريات"، وأشاد "هلال" بالفكرة، ووعد بأن يتم أخذها على محمل الجد. وفجر محمد حسام، مدير مديرية بني سويف، مفاجأة من العيار الثقيل، بتأكيده أن المحافظة بها نحو 25 ألف معلم إخواني، وأن هناك بعض المعلمين المنتمين للإخوان يخططون الآن لتحريض الطلاب على عدم الانتظام في الدراسة، والاعتصام داخل المدارس، وقال: "الإخوان لهم نفوذ في المحافظة عندي.. والأقسام اتحرقت، ومفيش أمن يحمي المدارس"، فرد "هلال": "ستتخذ الوزارة إجراء قويا لهذه الحالة". وكشف مدير مديرية الوادى الجديد، أن هناك 62 طالبا بالمرحلة الإعدادية في إحدى المدارس رسبوا جميعا في تسع مواد بالترم الثاني، وفوجئت بأن المعلمات منتقبات ومتزوجات من معلمين ملتحين، وحين سألت: لماذا رسب هؤلاء الطلاب في جميع المواد، قالوا: "دول طلبة ضعيفة"، وحين أخطرت المحافظ بضرورة إنجاح الطلاب بأي وسيلة، قالت لي نقابة المعلمين: "لو الطلبة دول نجحوا مش هتعدي على خير". وتحدث مدير مديرية الفيوم محمد عيطة قائلا: "عندي نفس مشكلة بني سويف.. مفيش أمن كافي، والمعلمين الإخوان بالآلاف، لأن المحافظة إحدى معاقل الجماعة، لكن هناك تنسيقا يجري بين الشباب والرياضة والأوقاف لاحتواء الأزمة قبل بدء الدراسة". فيما كشفت بثينة كشك، مدير مديرية التعليم بالقليوبية، عن أنه كانت توجد خطة لدي الإخوان بعمل حالة من القلق داخل المدارس، وتم التعامل مع الأمن وشيوخ وعمد المناطق، وتعهد عقلاء المدن بحماية المدارس، وأضافت: "كل معلم في المحافظة كتب إقرارا على نفسه بأنه إذا تحدث في السياسة يتم استبعاده نهائيا من التعليم بدون إحالته إلى التحقيق". كانت المفاجأة أن مدير مديرية الأقصر، لا يعرف الوزير، وظهر ذلك عندما أعطاه الدكتور إبراهيم هلال الكلمة ليتحدث، فبدأ كلامه قائلا: "أنا عندي مشكلات في نقل الكتب يامعالى الوزير"، فرد هلال قائلا: "على فكرة أنا مش الوزير"، ثم صمت مدير المديرية قليلا، وقال: "إن شاء الله نشوفك وزير يا معالي الدكتور"، وبعدها تحدث عن مشكلاته في نقل الكتب، وقال: "معنديش عمال ييجوا من الأقصر للقاهرة لتحميل الكتب". وهنا قالت بسيونية سرور، مدير مديرية الإسكندرية: "أنا حذرت جميع المعلمين من الحديث في السياسة داخل الفصول.. وقلت تعليم يعني تعليم.. واللى عايز يتكلم في السياسة يسيب الدراسة، واتفقت مع الأجهزة الأمنية على تأمين المدارس، كما أن مجالس الآباء تعهدوا بحمايتها والمساهمة في صيانتها على قدر المستطاع، ولاتوجد مشكلات كثيرة في المديرية، وكلها قابلة للحل". ثم انتقل "هلال" للحديث مع مديري المديريات حول صيانة المدارس واستعدادات الفصول، وهنا كشفت شاهيناز الدسوقي عن وجود نحو 400 فصل "كيجي وان" بلا أثاث حتى الآن، وأن قيمة أموال الصيانة المفترض تخصيصها للمدارس، تعني أن كل مدرسة لها 2500 جنيه فقط للصيانة". وفي نهاية الاجتماع، طالب "هلال" مديري المديريات بسرعة إيجاد إجابات وحلول للأسئلة الآتية: 1- ماذا لو تجمهر المدرسون والطلاب داخل المدرسة؟ 2- ماذا لو اشتبك المدرسون مع بعضهم البعض داخل المدرسة؟ 3- ماذا لو تم التحريض على التظاهر والعصيان داخل المدرسة؟ ومنح "هلال" مديري المديريات مهلة إلى بعد غد السبت لتقديم الحلول والبدائل المناسبة والفورية الخاصة بالتساؤلات السابقة.