قال الشيخ مبروك عطية -العالم الأزهري وأستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر- إنه على الشيخ القرضاوي وغيره ممن يتدخلون في شأن خارج تخصصهم أن يتقوا الله في مصر وفي الأمة العربية، وأن يكفوا عن التدخل في الشأن السياسي للدول العربية وغيرها. وأشار إلى أن الله خلق العلماء لتعليم المسلمين شئون دينهم، والسياسة تخصص ليس له علاقة بالعلم الديني. وأضاف عطية -ردًا على سؤال ل"بوابة الأهرام" حول كيفية التصدي لفتاوى القرضاوي وغيره من العلماء الذين يصدرون فتاوى بجواز ضرب سوريا وقتل الجنود المصريين وذلك خلال ندوة عقدت مساء اليوم بمسجد السلام بمنطقة ستانلي بالإسكندرية- أنه على العلماء أن يتقوا الله في أوطانهم وألا يشعلوا الفتنة بخطبهم وفتاواهم السياسية. وأضاف عطية أنه لا يمكن لشخص أن يصدر فتوى دون أن تكون لديه معلومات عما يفتي فيه مشيرًا إلى أن من يفتي بضرب سوريا أو قتل الجنود أو أبناء الجيش المصري آثم لأنه ليس لديه معلومة يقينية عما يفتي فيه، موضحا أن الاعتماد على الإعلام والصور والفيديوهات أمر لا يمكن قبوله لأن هذه الأمور تتم فبركتها وكل الأطراف تنشر ما يدين الطرف الآخر. وطالب عطية جميع العلماء أن يضطلعوا بدورهم الأساسي المنوط بهم ألا وهو شرح الدين الإسلامي السمح للناس وحثهم على فهمه والعمل به وتطبيقه في حياتهم اليومية دون غلو -بحسب قوله. وتابع: "نحن لم نتعلم في الأزهر حتى نضلل الناس ونؤثر فيهم بخطب حماسية بغرض إحداث فتن في البلاد ونحرض العباد بعضهم على البعض مضيفا أن إشعال الفتن أمر لا يليق بالعلماء أبدا- بحسب قوله. وحول الشهداء الذين يسقطون يوميا بمصر قال عطية: "يجب ألا نحزن من ذلك فطريقنا طويل وقد استشهد من الصحابة 60 ألف حينما حاربوا مسيلمة الكذاب مشددًا على ضرورة حقن الدماء ومناشدا الشباب أن يهدأ قليلا قائلا: يا عيال بطلوا ثورات شوية واشتغلوا وعمروا بلدكم".