فشل كل الخبراء فى تقديم خطة سريعة تضمن فض اعتصامي رابعة والنهضة دون خسائر بشرية فادحة، فجميع الاجتهادات تحدثت عن اقتحام أو حصار أو استخدام الغازات المخدرة وجاءت جميعها بعيدة تماما عن أرض الواقع حيث يصعب الاقتحام دون حدوث مذبحة. ويستحيل الحصار كفعل ضد الإنسانية كما أنه سيكون من الصعوبة استخدام الغاز لوجود الاعتصام فى منطقة سكنية ومما لا شك أن وزارة الداخلية المصرية تعكف على وضع أكثر من خطة لاستخدامها فى فض اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة وهى تضع فى حساباتها مخاطر ذلك وخطورة كل خطة، فى ظل تشبث أنصار الرئيس السابق بالبقاء دفاعًا عما أسموه الشرعية وحماية قادة الإخوان من دخول السجن بعد أن صدرت بحقهم قرارات ضبط وإحضار. حتى الآن لا توجد خطة فى أيدى الداخلية يمكن أن تلجأ لها فى فض الاعتصام دون حدوث خسائر بشرية كبيرة، وسيكون لدى الوزارة أكثر من مبرر للصبر على المعتصمين وعدم الإفراط فى استخدام العنف حيث لم يكمل الاعتصام حتى الآن شهره الأول فى حين شهدت عواصم اعتصامات لشهور ومنها لمدة 18 شهرًا متواصلا فى لبنان. وهو الاعتصام الذي نفذته المعارضة اللبنانية للضغط لإقالة حكومة فؤاد السنيورة الأولى وقام به تحالف المعارضة المؤلفة من حزب الله، حركة أمل، التيار الوطني الحر وتيار المردة بالإضافة لبعض التنظيمات المنضوية تحت رايتهم. وبدأ الاعتصام في 30 أكتوبر 2006 بنصب أكثر من 600 خيمة حول مقر رئاسة الحكومة في وسط بيروت. وفك الاعتصام مع نجاح اتفاق الدوحة في 21 مايو 2008 بعد 18 شهر. صحيح الفارق كبير بين اعتصام المعارضة اللبنانية وبين ما يحدث فى مصر لكن فى الحالتين كان خيار الاقتحام صعباً. وتبرز ضرورة ملحة لدى جماعة الإخوان فى استمرار الاعتصامين سواء النهضة أو رابعة فى إيواء القيادات المطلوبة للعدالة وفى مقدمتها المرشد العام وعصام العريان وصفوت حجازى ومحمد البلتاجى وغيرهم. وهو واقع يضغط على الجماعة ضغطًا لاستمرار الاعتصام بعد خسارة منصب الرئيس والحكومة والبرلمان وحرية الحركة فى الشارع وترى أن نجاح فض الاعتصام معناه النهاية المؤكدة للجماعة فى مصر خلال هذا القرن. ومن هنا تناور وتضغط بالاعتصامين لجنى مكاسب كانت متاحة قبل 3 أسابيع وأصبحت الآن التزامات مستحقة عليها وفاتورة يجب ان تسددها دون مقابل. وتدرك وزارة الداخلية كل هذه العناوين وقطعا تلزم نفسها بأقصى درجات الصبر. حتى لو كانت الحكومة رمت الكرة فى ملعبها فعليها تقدير الموقف واستثمار نهج الحوار لكسب التأييد وكشف الحقيقية فربما يفتر حماس المتعاطفون. والأهم أن عيد الفطر على الأبواب وهو مناسبة لا تتحمل الدماء.. فمن أين تأتى الحلول؟