أهاب راسم الأتاسى، مدير المنظمة العربية لحقوق الإنسان فرع سوريا، السوريين المتواجدين فى الدول المجاورة وخصوصا مصر بعدم الانجراف إلى أى طرف من أطراف الخلاف الراهن فى الشارع المصرى. جاء ذلك خلال المؤتمر الذى عقدته المنظمة العربية لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، للإعلان عن إطلاق التقرير السنوى للمنظمة، فى القاهرة، بعنوان "مشهد التغيير فى العالم العربى ..ثلاثون شهراً من الإعصار"، الذى يرصد حالة حقوق الإنسان فى الوطن العربى. كما دعا الأتاسى، السوريين فى مصر بالابتعاد عن أى موقف يدعم طرف على حساب طرف آخر، معربا فى الوقت ذاته على احترام السوريين للجميع على اختلاف وجهات نظرهم. وناشد مدير المنظمة العربية لحقوق الإنسان فى سوريا، السوريين فى مصر أن يكونوا بعدين عن اى موقف أو عن اى مكان قد يؤدى إلى التباس موقفهم. يذكر أن التقرير الذى أصدرته المنظمة العربية لحقوق الإنسان اليوم،تضمن ثلاثة أقسام رئيسة، تبدأ بمقدمة تحليلية مفصلة تستغرق، بنظرة كلية، أوضاع الحقوق الأساسية والحريات العامة في مجمل المنطقة، ويتناول القسم الثاني أوضاع حقوق الإنسان في البلدان العربية. شمل القسم الثالث التحديات التنموية في الوطن العربي، وأثر الحراك الاجتماعى على إعمال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وتقييم مبادرات الإصلاح الاقتصادي - الاجتماعي التي أطلقتها العديد من البلدان العربية. حمل التقرير رسائل عدة إلى النظم العربية قديمها وجديدها، أولاها: أن كلفة الاصلاح أقل كثيراً من مخاطر المواجهات للنظم والمجتمعات على السواء، وثانيها: أن تجريب المجرب مضيعة للوقت والفرص سواء بسواء، فإذا كان احتكار السلطة والمال بأيدي النخب والحكام قد أفضى إلى الانفجار، فستظل سياسة "السير كالمعتاد" أقصر طريق إلى الانفجار سواء وصل الحكام إلى سدة السلطة بصندوق الانتخابات أو بميراث الآباء والأجداد، وإذا كان التمييز والتهميش تجاه المناطق والمجتمعات قد أذكى أوار الثورات، فبقاؤه يفسد معنى الإصلاح. كما حمل التقرير رسالة تؤكد أنه، بدون تكامل عربي فعال لا سبيل للتقدم في التنمية والاستقرار في عالم لا مكان فيه للشظايا والضعفاء.