قال الدكتور جابر عصفور مدير المركز القومي للتر جمة : إن العالم العربي لا يزال وعيه منغلقا ، و يزداد انغلاقا مع الأسف، نتيجة صعود حركات رجعية تمسك بخناقه، فتعوقه عن إدراك حقيقة أن التقدم لا يتحقق إلا بالعقل المفتوح . "وأضاف عصفور في الجلسة الختامية لندوة " العرب يتجهون شرقا " التي أقامتها مجلة العربي بالكويت خلال الفترة من 24 :26 يناير أن المركز القومي للترجمة في مصر لا يزال يعاني في البحث عن مترجمين أكفاء، يعينونه على مبدأ الخروج من أسر المركزية الأوربية الأمريكية والترجمة المباشرة عن اللغات الآسيوية الإفريقية . ورأى عصفور أن حركة الترجمة العربية لا تزال أسيرة عن اللغة الإنجليزية ورغم أنه لا توجد إحصائيات عربية دقيقة في مجال الترجمة، فإن الانطباع الأول يؤكد غلبة الترجمة عن اللغة الإنجليزية التي لا تقترب منها سوى الفرنسية، خاصة في المغرب العربي ، وشدد عصفور على أن المركز يسعى إلى عقد اتفاقيات مع الدول الآسيوية للتعاون في مجال الترجمة من العربية وإليها لأننا في حاجة إلى الإفادة من خبرات هذه الشعوب التي لا نعرف شيئا دقيقا عن إنجازاتها الحضارية والمعرفية،" وأكد مدير المركز القومي للترجمة أن الترجمة عن اللغات الآسيوية كالترجمة عن اللغات الإفريقية تحتاج إلى وفرة في المترجمين الأكفاء الذين لا يزالون نادرين بالقياس إلى لغات المركز الأوربي الأمريكي، وهو أمر ينعكس على مراكز تعليم اللغات وكليات الآداب وحتى معاهد الترجمة في العالم العربي، ولذلك تعتمد أغلب سياسات الترجمة إلى اللغة العربية على الترجمة من الإنجليزية التي أصبحت اللغة الأولى في العالم، خصوصا بعد أن صعدت العولمة بمكانتها ومدى نفوذها. يليها اللغة الفرنسية والإسبانية والألمانية والإيطالية، أما اللغات الأوربية الأخرى فهي أقل حضورا بكثير في مشروعات الترجمة إلى العربية،. وأوضح الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة أن المركز القومي للترجمة يستعين بالمراكز الثقافية الأجنبية المتاحة في مصر، و سبق له التعاون مع السفارات الإسبانية والإيطالية والفرنسية وغيرها في هذا المجال. الى جانب التعاون مع مركز الدراسات الإسلامية والعربية في كوريا،. واعترف عصفور بصعوبة صدور ترجمات لكتب عن العلوم البحتة أو التطبيقية لان ترجمتها أصعب، لضعف البنية العلمية في العالم العربي أولا، وندرة أو استحالة إيجاد مترجمين في هذه المجالات ثانيا. وهو أمر له صلة بأنظمة البعثات العلمية في الأكاديميات العربية التي تعودت إرسال طلابها للحصول على الدرجات العلمية العليا في دول المركز الأوربي الأمريكي، ونادرا ما نجد مختصا في العلوم تخرج من الدول الآسيوية.