اعلن رئيس المركز القومي للترجمة في مصر الدكتور جابر عصفور إن كل ما ترجمه العرب منذ عصر المأمون لا يصل إلى ما تترجمه أسبانيا في عام واحد مشيرا إلى أن تقلص هامش الحرية يعوق ازدهار الترجمة العربية. ودعا عصفور في محاضرته نحو مشروع قومي للترجمة التي نظمها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي في العاصمة الأردنية عمان إلى تفعيل دور الأفراد والمؤسسات للنهوض بواقع الترجمة إذا أردنا أن تكون في مستوى التحدي العالمي وأضاف عصفور أن الترجمة قاطرة التقدم لافتا إلى حالة الانحدار التي نعيشها حيث لا نهضة لترجمة دون نهضة للثقافة. واستعرض عصفور الأسباب التي تؤدي إلى عرقلة الترجمة والتى تكمن في الوقوع في أسر المركزية الأوروبية والأمريكية والذى أدى إلى تجاهل ثقافات العالم المختلفة فى القارة الآسيوية والأفريقية وأمريكا اللاتينية موضحا أن 90% من الترجمات التي لدينا هى عن اللغات الخاصة بالمركز الأوروبي والأمريكي. وأوضح عصفور أن أول من وقع في هذا الأسر هي الثقافة أو الأدب بالدرجة الأولى حيث لم ندخل في اعتبارنا أن العلوم هي عامل مهم في مكونات الثقافة وتطرق عصفور إلى العشوائية والتشرذم وغياب التخطيط مؤكدا أنه ليس لدينا خطة تشمل الأقطار العربية لذلك حركة الترجمة على المستوى القومي والقطري تعاني من غياب التخطيط بدليل أن كتاباً معيناً قد تجده مترجما أكثر من مرة في أكثر من بلد عربي. وقال عصفور إننا نعتمد على استخدام اللغة الوسيطة فى الترجمات وهي لغة غير دقيقة ولهذا قمنا بتأسيس المركز القومي للترجمة وتم الاتفاق على استخدام اللغة الأصل. وأشار عصفور إلى عدم الأمانة وغلبة الطابع التجاري فى الترجمة إضافة إلى ما يسمى الموضة كأن تزدهر ترجمة مجال معين من مجالات الثقافة إضافة إلى تقلص هوامش الحرية الذي يعد من أهم العوائق التى تواجه المترجم. وانتقد عصفور عدم الاهتمام بإعداد وتدريب المترجمين مؤكدا فى الوقت نفسه أن الصورة ليست قاتمة فهناك بعض النقاط المضيئة منها دور عدد من المؤسسات الفكرية والعربية فى الكويت والإمارات وبيروت مشيرا إلى أن دور هذه الجهود لا يكفي وهي أضعف من أن يواجه التحدي.