تباينت آراء الصحف التركية الصادرة اليوم بشأن الاحتجاجات الشعبية المناهضة لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان والتى منذ 48 ساعة، فقد قالت الصحف العلمانية: إن قرار انسحاب قوات الشرطة من ميدان تقسيم فى إسطنبول عزز قوة الشعب في مواجهة حكومة رئيس الوزراء. وقد شهدت الساحة التركية تنظيم أكثر من 90 تظاهرة مناهضة لسياسة حكومة العدالة والتنمية في 48 محافظة. وقالت الصحف التركية العلمانية: إن هذه التظاهرات هي بمثابة شرارة نار وعامل غضب واستياء من سياسة حكومة أردوغان سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي وهي السبب في الانقسامات داخل المجتمع التركي إلى سنة وعلويين وأتراك وأكراد. وأشارت الصحف العلمانية إلى أن أنقرة تخشى من ربيع تركي من خلال تجمع الشباب لإشعال شرارة انطلاق ثورة شعبية تطالب بإسقاط حكومة أردوغان. وقالت عدة صحف علمانية على رأسها جمهورييت، ويني جاغ، وسوزجي، وميلليت، وراديكال، وايدنلك: إن سياسة رئيس الوزراء تنبع من منطلق طائفي ومذهبي من خلال اتهاماته وتصريحاته وانتقاداته الشديدة اللهجة لنظام بشار الأسد ووصفه بالديكتاتور الدموي، وأن إيران تدعم سوريا لأنها دولة شيعية فيما هاجم قياديو حكومة العدالة حزب الله اللبناني ووصفوه بأنه حزب الشيطان لأنه يقف إلى جانب سوريا، إضافة إلى استمرار التوتر مع حكومة المالكي على إثر الخلافات الطائفية والتوقيع على اتفاقيات استيراد النفط والغاز من منطقة شمال العراق خلافا لقوانين الحكومة المركزية العراقية في بغداد. وعلى الجانب الآخر، أكدت الصحف الموالية لحكومة أردوغان وعلى رأسها صباح، وزمان، ويني شفق، وبوغون، وستار أن مجموعات إرهابية وتحريضية من حزب الشعب الجمهوري هي المسئولة عن إثارة أعمال الشغب والفوضى بالبلاد مستغلة موضوع اقتلاع الأشجار من ميدان تقسيم، وأبرزت الصحف الموالية لحكومة العدالة والتنمية في زاوية صغيرة وبشكل مختصر تطورات ميدان تقسيم. وفى سياق متصل، اعترف أردوغان بأن الشرطة بالغت في رد فعلها في بعض الحالات عندما تدخلت لتفرقة المحتجين، مؤكدا في نفس الوقت أن الحكومة ستطبق مشروعها في خطة اعادة تنمية ميدان تقسيم برغم الاحتجاجات. ومن جانب آخر، أعلن رئيس الجمهورية عبد الله جول للصحفيين بعد عودته من تركمانستان أن الاحتجاجات وصلت الى العنف وسط إسطنبول وقد تصل إلى طريق مسدود، داعيا إلى تغليب المنطق والعقل السليم في التعاطي مع الأوضاع القائمة.