قال الشيخ عمر بكري، المقيم في مدينة طرابلس بشمال لبنان مؤسس حركتي "المهاجرون" و"الغرباء" المحظورتين، قبل أن يحلا نفسيهما بعد تفجيرات لندن 2005، إنه تعرف على مايكل أديبولاجو المتهم النيجيري الذي يشتبه في أنه نفذ مع شخص آخر اعتداء "ووليتش"، قبل عشر سنوات تلميذًا يواظب على حضور محاضراته وندواته الإسلامية، بووليتش وبقية المدن البريطانية قبل أن يعتنق الإسلام ويغير اسمه إلى عبدالله ثم مجاهد في سبيل الله. واضاف بكري، لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في عددها الصادر اليوم السبت: "نعم مايكل كان تلميذي عندما كان في ال19 من العمر، وكنت أحاضر وقتها بمختلف المدن البريطانية، وأيضا في (ووليتش كومينتي سنتر) حيث تعرفت على الشاب مايكل لأول مرة، كنت أعلم الشباب عقيدة التوحيد والولاء والبراء، ومفهوم الدين الصحيح". وأضاف: "كنت أعلمهم لا فرق بين الأبيض والأسود، الناس في الدين سواسية كأسنان المشط، كما علمنا رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - ولم نعلمهم الذبح والقتل"، مشيرًا إلى أن "مايكل أو مجاهد قتل وارتكب ما ارتكب حسب عقيدته وتأويله الشرعي الخاص به، وحسب قناعاته الشخصية، في قتل جندي بريطاني شارك في قتل المسلمين في العراق وأفغانستان". وقال بكري: "حين رأيت اللقطات تعرفت على وجهه فورًا. كنت أعرفه. كان رجلاً هادئًا وخجولا ويطرح الكثير من الأسئلة عن الإسلام". ومضى يقول: "حين رأيت هذا اندهشت جًدا عندما وجدته واقفا بثبات وجرأة وشجاعة ولم يهرب بل إنه أعلن لماذا نفذ الهجوم وأراد أن يسمعه العالم كله". وأوضح بكري زعيم الأصوليين الذي فر من بريطانيا إلى شمال لبنان في منتصف 2005، أن "مايكل بريطاني بالولادة نيجيري الأصل وجد في الدين الحنيف الملاذ الآمن بعد أن عانى من التفرقة بحكم اللون بين الأبيض والأسود، فترك النصرانية بقناعة تامة واعتنق الإسلام، وعلى بساط الدعوة شاهد مايكل بأم عينيه، لا فرق بين الأبيض والأسود والعربي والأعجمي، كنت أعلم الشباب الأخوة الحقيقية المبنية على العقيدة السليمة، فكل مسلم مؤمن هو أخي في الإسلام، مهما كان لونه أو جنسه أو بلده أو حسبه أو نسبه". وأوضح أنه يتفهم مشاعر الغضب التي حركت المعتدين في ووليتش، وواصل بكري قائلاً: "حسب بعض التفسيرات الإسلامية، لم يكن يستهدف المدنيين وإنما هاجم جنديا، كان يقوم بعملية عسكرية". ووصف بكري إقدام أديبولاجو على قتل الجندي الذي التحق في 2006 بالجيش، بأنه عمل غير شرعي، لأنه "متى استقر الواحد منا في بلد غير مسلم، فمعناه أنه أصبح في عقد أمان مع شعبه، بحيث لا يعتدي أي طرف على الآخر، لكن يبدو أن لمجاهد قناعاته الخاصة". وقال: إن المسلمين سيعتبرونه هجومًا على هدف عسكري، مضيفًا: "أنا لا أعارض ما فعل، وأعتقد أنه رغب بألا يتقيد بعقد الأمان، وهذا جهاد فردي، لكني ضد الطريقة التي قتل بها ضحيته"، في إشارة إلى الجندي لي ريجبي، الذي قضي بعمر 25 سنة وترك أرملة وابنا وحيدا، اسمه جاك وعمره سنتان.