تمر اليوم الذكرى الثلاثون لرحيل الشاعر المصري الشهير أمل دنقل، أحد أبرز شعراء جيل السبعينيات، وصاحب "لا تصالح" و"الكعكعة الحجرية"، وتستعيد ذكراه صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، و"تويتر"، في إشارة للصلة الوثيقة لصاحب قصيدة "زرقاء اليمامة"، بالحاضر الثوري الذي عاش يحلم به وبلوره في تجربته الشعرية، التي وإن كانت قد قصرت عمرًا لا تزال تلهم الثائرين والرافضين الذين يتغنون بقصائده في كل مكان. وفي احتفائهم بذكرى وفاته، ذكّر رواد مواقع التواصل الاجتماعي بوصية دنقل "لا تصالح.. لا تصالح.. ولو منحوك الذهب"، ليتحول دنقل إلي أيقونة للثائرين والرافضين، ومن يقفون في وجه السلطان ومن يمسكون بالوجهين ويضعون الفقراء "بين.. بين". ولد أمل دنقل لأسرة نوبية في عام 1940 بقرية القلعة بمحافظة قنا بصعيد مصر، لأب من علماء الأزهر، وقد أثرت خلفية أبيه الأزهرية في تكوينه الثقافي، إذ كان أبوه يكتب الشعر العمودي ويمتلك مكتبة ضخمة من كتب الفقة والشريعة وذخائر التراث العربي التي صقلت لغته وموهبته الشعرية. حصل أمل دنقل على الثانوية العامة والتحق بعدها بكلية الآداب جامعة قنا ثم ترك الدراسة ليلتحق بالعمل بعد أول عام له بالكلية، وعمل موظفًا بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية ولكن الشعر كان شغله الشاغل دائماً. استوحى دنقل أشعاره من رموز التراث العربي بدلاً من الأساطير اليونانية كما كان سائداً في عصره، وكان أول دوواينه التي حازت شهرة واسعة، ديواني "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" و"تعليق على ما حدث"، والذي دون فيهما صدمته وانكساره بعد هزيمة 1967، ولكن ما جلب عليه غضب النظام حينها كانت أشعاره التي كتبها ضد معاهدة السلام ومظاهرات الطلبة في 1972 وأبرزها قصيدة "الكعكة الحجرية" التي تشير إلي صينية ميدان التحرير التي مازالت السيطرة عليها تمثل نزاعًا رمزيًا بين المتظاهرين وقوات الأمن منذ 1972 حتى الآن. أصيب أمل دنقل بالسرطان وعانى منه لمدة أربع سنوات، وسجل تجربته المريرة في ديوانه الأخير "أوراق الغرفة رقم 8"، وهي الغرفة التي كان يرقد فيها بالمعهد القومي للأورام، وتوفى دنقل في 21 مايو 1983.