يعتزم أتيليه القاهرة عقد ندوته غدًا - الخميس - عن الشاعر الراحل أمل دنقل احتفاءً بذكري رحيله.. ومن المقرر أن يتم خلال الندوة عرض فيلم "بصمات أمل دنقل"، والذى أنتجته قناة "الجزيرة الوثائقية" في العام 2009، وهو عبارة عن سيرة شعبية عن دنقل؛ بداية من مولد الأب حتى وفاة شاعر الفيلم. ويحاضر في الندوة عدد كبير من المثقفين المهتمين بالشاعر الراحل، وفى مقدمتهم أرملته الكاتبة عبلة الروينى. ومن الجدير بالإشارة، أن محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل، ولد بالصعيد في العام 1940، وكان والده عالماً في الأزهر الشريف، وكان هو من ورث عنه أمل دنقل موهبة الشعر؛ فقد كان يكتب الشعر العمودي، وأيضاً كان يمتلك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي؛ مما أثر كثيراً فيه، ثم رحل دنقل إلى القاهرة بعد أن أنهى دراسته الثانوية في قنا، وفي القاهرة التحق بكلية الآداب، ولكنه انقطع عن الدراسة منذ العام الأول لكي يعمل، وحين بدأت إرهاصات الشعر تتجلي في مكنونه، عبر عن مصر وصعيدها وناسها، كما في قصيدته "الجنوبي"، في آخر مجموعة شعرية له "أوراق الغرفة 8"، حيث عرف القارئ العربي شعره من خلال ديوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" الصادر عام 1969 الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارئ ووجدانه. أصيب دنقل في أواخر أيامه بالسرطان، وعانى منه لمدة تقرب من ثلاث سنوات، عبر عنها في مجموعته "أوراق الغرفة 8"، وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام، والذي قضى فيه ما يقارب ال 4 سنوات، وقد عبرت قصيدته السرير عن آخر لحظاته ومعاناته، وهناك أيضاً قصيدته "ضد من" التي تتناول هذا الجانب، والجدير بالذكر أن آخر قصيدة كتبها دنقل هي "الجنوبي".. ولكن المرض - والذي رحل علي أثره في الحادي والعشرين من مايو للعام 1983 - لم يستطع أن يوقف دنقل عن الشعر حتى قال عنه احمد عبد المعطي حجازي: إنه صراع بين متكافئين، الموت والشعر. وصدرت لدنقل ست مجموعات شعرية؛ هي: "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة"، و"تعليق على ما حدث، و"مقتل القمر"، و"العهد الآتي"، و"أقوال جديدة عن حرب بسوس"، و"أوراق الغرفة 8".