تدرس حكومة المملكة العربية السعودية إنشاء مطار دولي في مكةالمكرمة التي تستقبل سنويا أكثر من 20 مليون حاج ومعتمر وزائر، يفد غالبيتهم إليها عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة التي تبعد عن العاصمة المقدسة نحو 60 كيلو مترا. لكن اجتياز هذه المسافة وقت الذورة يستغرق أكثر من ساعتين. ونقلت صحيفة "عكاظ" اليوم عن ولى العهد السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز قوله: هناك دراسة عن إنشاء مطار دولي في مكةالمكرمة، وقد اطّلعت عليها، لكن هل هناك أفضلية في وجود مطار في مكة؟ المسافة بين مكةالمكرمةوجدة اتصلت بالعمران ولم يعود هناك فرق كبير، لكن في حال ما دعت الضرورة سيتم بحث هذا الأمر. واتفق خبراء ومختصون على أهمية إنشاء مطار دولي في مكةالمكرمة لخدمة الحجاج والمعتمرين، ومواكبة مشروعات التنمية الكبيرة وغير المسبوقة تاريخياً التي تشهدها المدينة المقدسة حالياً، ورابط جوي مهم بين المدينتين المقدستين مكةالمكرمة و المدينةالمنورة، إلى جانب تلبية احتياجات الكثافة السكانية العالية، والمساحة الكبيرة للمنطقة، وزيادة الرحلات البرية من وإلى مكة، كما يسهّل على ركّاب العبور الترانزيت أداء العمرة في وقت قياسي. ويعتبر سكان المنطقة إنشاء المطار حلماً راودهم منذ القدم، ومما جعل هذا الحلم ممكناً" المساحة الكبيرة خارج حدود الحرم المكي التي يمكن أن يستفاد منها وتحويلها إلى مطار يخدم المنطقة على مدار العام، ويسهم في تخفيف الضغط على مطار الملك عبدالعزيز بجدة ومطار الطائف أثناء المواسم. وقال المهندس عبدالله عمر قاضي نائب رئيس اللجنة الوطنية للعمرة لصحيفة "الرياض": إنشاء مطار بمكةالمكرمة يعتبر حلماً مؤجلاً، على الرغم من زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين، حيث إنّ إنشاءه سيواكب القفزات الحضارية التي تعيشها أم القرى، كما سيوفر المطار ساعتين ونصف الساعة من الوقت وهو زمن رحلة قدوم المعتمر من جدة إلى مكةالمكرمة، فيما لن تزيد مدة الرحلة ذاتها على نصف ساعة إذا تم إنشاء مطار بمكة. وأضاف قاضى أنّ عدد المعتمرين القادمين لمكة العام الماضي ستة ملايين تخدمهم (47) شركة عمرة سعودية، وهو عدد ضخم ومرهق في النقل ما بين مكةوجدة، فيما وصل العدد حتى الشهر الجاري أكثر من مليوني معتمر، ومن المتوقع ارتفاع العدد إلى عشرة ملايين خلال السنوات القادمة بعد اكتمال توسعة الحرم المكي والمطاف. من جانبه اعتبر سعد جميل القرشي رئيس لجنة النقل بالغرفة الصناعية التجارية بمكةالمكرمة أنّ إنشاء مطار بمكة حاجة ملحة.. مشيراً إلى أن شركات وحملات الحج تخدم الكثير من الحجاج القادمين من داخل المملكة، حيث تفضل نسبة كبيرة منهم القدوم بواسطة الطيران"، مما يسبب نوعا من الإرباك في الإستقبال. ويرى خبراء أن الكثافة المتزايدة للمركبات على الطرق المؤدية إلى مكةالمكرمة من الأسباب التي تجسد أهمية إنشاء المطار، حيث شهدت "أم القرى" - وفقا لإحصاءات رسمية - دخول نحو ثلاثة ملايين في إحدى الليالى الأخيرة من شهر رمضان المبارك، فيما بلغ عدد المركبات المغادرة في الليلة نفسها حوالي مليونين، كما تعتبر مكةالمكرمة مقرا موسميا لجميع الوزارات، والهيئات، والبعثات الدبلوماسية، وبعثات الحج، والقيادات العليا المسئولة عن تيسير أمور الحج والحجاج. ويقول هؤلاء الخبراء: إن من إيجابيات إنشاء المطار" اكتمال المنظومة الحضرية والخدمية التي ترعاها الحكومة في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، وإتاحة الفرصة للقطاع الخاص لتحقيق إستراتيجيات الدولة بفكر إبداعي، يرشد من إنفاقها ويزيد من إيراداتها .. مبينا أن إنشاء المطار يسهل على ركاب العبور "الترانزيت" على أداء العمرة في وقت قياسي، كما يسهم في تطوير المناطق القريبة منه وتحقيق التنمية فيها.