فشلت جبهة الإنقاذ الوطني في عقد اجتماعين متتالين هذا الأسبوع، في سابقة لم تعهدها الجبهة من قبل، وكان التبرير واحد في الحالتين، هو غياب مسئوليها خارج مصر، ولكن هناك أسئلة تطرح نفسها بقوة، أولها:هل هذين الاجتماعين كانا على أجندة الجبهة؟!. وأرجع فؤاد بدراوى السكرتير العام لحزب الوفد تأجيل الاجتماع إلى سفر عدد من قيادات الجبهة إلى خارج البلاد، مؤكدا أنه سيجرى تحديد موعد لاحق لعقد هذا الاجتماع الذي يستهدف مزيدًا من التنسيق بين قيادات الجبهة العليا ومسئولي الأحزاب فيها والمكتب التنفيذي للجبهة المنوط به تسيير العمل اليومي. ومرة أخرى تم تأجيل الاجتماع الأسبوعي للجبهة الذي كان مقررا له أمس الأربعاء، بمقر المصريين الأحرار، وأرجع الدكتور محمود العلايلي المتحدث الإعلامي للجنة الانتخابات بالجبهة والسكرتير العام المساعد لحزب المصريين الأحرار، سبب التأجيل أيضا إلي سفر عدد كبير من أعضاء وقيادات الجبهة بالخارج، ومنهم منسق عام الجبهة الدكتور محمد البرادعي الذي كان مسافرا في لندن وعاد مساء أمس. وقال العلايلي، في تصريحاته لبوابة الأهرام إنه تم تحديد يوم الإثنين المقبل كموعد جديد للاجتماع الذي تأجل أمس، وكان مقررا فيه مناقشة الأوضاع السياسية الراهنة التي تمر بها البلاد وخطط تحرك الجبهة في الفترة القادمة. ونفي العلايلي وجود أي خلافات داخل الجبهة، أدت لتأجيل الاجتماعين كما يُشاع، مشيرا إلي أن الجبهة تتكون من أحزاب ديمقراطية لا تؤمن بمبدأ السمع والطاعة كالآخرين، وأن كل حزب داخلها يطرح وجهة نظره ويستمع لوجهة نظر الآخر حول موضوع ما، ومن الطبيعي أن تكون هناك اختلافات في وجهات النظر، ويتم في النهاية أخذ القرار النهائي بالأغلبية، بحيث يلتزم الجميع بهذا التوافق العام. فهذا شيء طبيعة بل من طابع الأمور داخل الكتل السياسية الكبيرة. فهذا من طبائع الأمور داخل الائتلافات والكتل السياسية الكبيرة مثل الجبهة، ولكن من غير الطبيعي أن لا يستطيع هؤلاء الجلوس معنا بسبب تلك الخلافات طوال الفترة الماضية، فهذا ما يحتاج إلى تفسير واضح، غير سفر قيادات لخارج مصر، فالاجتماعات لا تحدد فجأة أنما بناء على إعداد مسبق لها. غير أن مصدرا في الجبهة أكد ل "بوابة الأهرام"، وجود خلافات عميقة بين رموز وقيادات الأحزاب المشكلة للجبهة حول طريقة إدارتها وتسير عملها بل وقياداتها العليا. وأشار تحديدًا إلى عدم وجود تنسيق بين الدكتور محمد البرادعى المنسق العام للجبهة واللجان النوعية بالجبهة والمكتب التنفيذي وكشف المصدر عن مطالبة البعض داخل الجبهة، بإسناد منصب المنسق العام للجبهة إلى شخصية متفرغة تستطيع التواصل الدائم بين اللجان المختلفة بالجبهة والمكتب التنفيذي. يأتي ذلك في الوقت الذي نفي فيه بشدة الدكتور وحيد عبد المجيد المتحدث الرسمي والأمين العام المساعد للجبهة وجود أي خلافات أو انشقاقات داخل الجبهة. وأشار عبد المجيد في تصريحات خاصة لبوابة الأهرام إلي أن الجبهة تتكون من عدد كبير من الأحزاب الليبرالية والاشتراكية والشيوعية واليسارية ومن الطبيعي جدا أن تكون هناك اختلافات في وجهات النظر والتوجهات حول قضية أو موضوع ما، ويتم أخذ رأي الجميع حول أي قضية والاستماع لكل الآراء وفي النهاية يخرج القرار بالتوافق بين الجميع مشددا علي أن الجبهة كيان مبني علي التوافق. وأوضح عبدالمجيد أنه ليس بالضرورة أن يحضر قادة الجبهة كل الاجتماعات، فالجبهة كيان مؤسسي بها عدد كبير من اللجان- بالإضافة إلي المكتب التنفيذي - وهذه تعقد اجتماعاتها بصفة مستمرة ويقدمون تصوراتهم ويحضر القادة الاجتماعات، حينما يكون هناك حدث جلل لأخذ موقف أو قرار معين مشيرا إلي أنه لا يوجد جبهة تجتمع بصورة أسبوعية كما يتصور البعض، إلا إذا كان هناك طارئ إما غير ذلك فالأمور تسير من خلال اجتماعات اللجان المختلفة بالإضافة إلى اجتماعات المكتب التنفيذي الذي يرفع تقاريره للقادة. وحول مشاركة الجبهة في الانتخابات القادمة من عدمه، كما ألمح لذلك الدكتور عماد جاد نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي - الاجتماعي وحدد توقيت الإثنين القادم في اجتماع الجبهة للإعلان عن ذلك، قال عبد المجيد لبوابة الأهرام: دعنا لا نستبق الأحداث، مشيرا إلي أن الجبهة ملتزمة بقرار المقاطعة حتى الآن موضحا أن هناك لجنة بالجبهة تبحث تستمع إلي أراء وتصورات المؤيدين و المعارضين لخوض الانتخابات وتدرس الوضع والتطورات الجديدة لكي يتم طرح الأمر علي القادة لأخذ الرأي النهائي والحاسم في النهاية. واتفق جورج إسحاق، القيادي بحزب الدستور، مع رأي عبدالمجيد، حيث نفي في تصريحاته لبوابة الأهرام وجود أي خلافات داخل الجبهة، إلا أنه أكد أنه تم الاتفاق داخل الجبهة علي أن أي اجتماع سيعقد داخل الجبهة لابد أن يكون لكل حزب شخص من يمثله فيها، الأمر الذي أكدته أماني الخياط المتحدثة الإعلامية للجبهة التي نفت بشده في تصريحاتها لبوابة الأهرام وجود أي خلافات داخل الجبهة، إلي وجود توافق تام بن أعضاء الجبهة علي حد قولها.