رأت صحيفة (ذي كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية اليوم الثلاثاء أن مرشحي الانتخابات الرئاسية الإيرانية الذين أثاروا جدلا واسع النطاق مثل الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني ربما يعرقلون قدرة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي على التحكم في سير الانتخابات واستبدال الرئيس محمود أحمدي نجاد. وذكرت الصحيفة في تقرير لها نشرته اليوم وبثته على موقعها الإلكتروني - أن خامنئي يواجه، قبل أسابيع من إجراء الانتخابات، مأزقا جديدا وغير متوقع من شأنه عرقلة خططه لاستعادة شرعية النظام ودفن أشباح الانتخابات الرئاسية التي اندلعت على إثرها موجات عنف واسعة النطاق في عام 2009. واعتبرت أن نتائج ترشح رفسنجاني - الذي يرى نفسه صاحب فكر وسطى ومنقذا لنظام بات يمينيا بشكل كبير - ستكون بمثابة سلاح ذي حدين بالنسبة لخامنئي، حيث سيتسبب هذا الترشح في زيادة الإقبال الشعبى على الانتخابات، وهو ما يتفق مع رغبة خامنئي، لكنه سيقوض في الوقت ذاته عملية استبدال الرئيس نجاد بآخر أكثر ولاء للمرشد وأقل شهرة. وأوضحت الصحيفة أن خامنئي ورفسنجاني لطالما كانا على خلاف مع بعضهما البعض، حيث انتقد المتشددون رغبة الأخير في الترشح للانتخابات بزعم أنه دعم ما تسمى ب"الحركة الخضراء" خلال أعمال العنف عام 2009، كما رفضوا أفكاره الرامية لإذابة الجليد بين بلاده والولايات المتحدة ووقوفه في وجه التطرف في إيران. وذكرت (ذي كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية في تحليلها: "إنه رغم أصول رفسنجاني الثورية، التي دفعت المتشددين لوصفه ب"الخائن"، سعى رفسنجاني لإقناع الإصلاحيين بقدرته على تخفيف النظام الحاكم من خلال منح ثقل لهذا المنصب السياسي بشكل كبير". وتعليقا على هذا الشأن، نقلت (كريستيان ساينس مونيتور) عن المحللة الإيرانية بجامعة هاواي فريدة فرحي قولها: "إن خامنئي أصبح يواجه ضغوطا كبيرة لاعتبار رفسنجاني يمثل تهديدا يحدق بالنظام وبمكانته في إيران"، لكنها رأت أن هذا الترشيح ربما يقدم فرصة للمرشد حتى يعيد بناء الشرعية في بلاده من جديد. وأضافت المحللة الإيرانية "إن عدة خيارات باتت مطروحة الآن أمام خامنئي، عقب إغلاق باب الترشيح، منها اعتبار وجود رفسنجاني في السباق الرئاسي فرصة جيدة له ليس فقط من أجل إضفاء المزيد من الشرعية على النظام ولكن أيضا لتصحيح ما اعتبره البعض خطأ فادحا ارتكبه عندما دعم نجاد في أعمال العنف التي تلت انتخابات عام 2009". ومع ذلك، أقرت فرحي باحتمالات أن يعتبر خامنئي ترشيح رفسنجاني تحديا شخصيا له ربما يجرده في نهاية الأمر من جميع سلطاته، وقالت: "إن هناك احتمالية أخرى تكمن في اعتقاد خامنئي بأن جميع أفكار وتوجهات رفسنجاني خاطئة ومن ثم سيكون الصراع بينها صرع فكر ولكن ذا تداعيات سياسية".