وصل تواضروس الثاني بابا أقباط مصر إلى روما ظهر اليوم بصحبة وفد مرافق له، حيث كان في استقباله بابا الفاتيكان فرنسيس الأول. وفي تصريحات هاتفية لمراسل الأناضول قال رفيق جريش المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر، والذي كان من ضمن وفد الفاتيكان الذي استقبل تواضروس الثاني، إن البابا فرانسيس استقبل البابا تواضروس لحظة دخوله الفندق الموجود داخل أسوار دولة الفاتيكان (الواقعة في قلب مدينة روما)، والذي يقيم فيه الاثنان. وأشار إلى أن بابا الفاتيكان دعا تواضروس الثاني -بابا الكنيسة القبطية الأرثوزكسية - لدي وصوله الفاتيكان للغداء معه، ومن المنتظر أن تكرر هذه الدعوة غدًا الجمعة عقب اللقاء الرسمي الذي سيجمع بينهما وسيقومان بتأدية صلاة مشتركة، من أجل أن يعم السلام العالم. وأضاف جريش أن هذه هي الزيارة الأولى للبابا تواضروس الثاني لأوروبا، حيث اختار يوم 10 مايو لزيارة بابا الفاتيكان(رسميًا)، مثلما قام البابا شنودة الثالث بابا أقباط مصر الراحل بزيارة مماثلة للفاتيكان في اليوم نفسه منذ 40 عامًا. وأوضح جريش أن تواضروس قام اليوم بزيارة كنيسة القديس بطرس بالفاتيكان. وكان أنجليوس إسحاق، سكرتير بابا الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، قال في وقت سابق اليوم إن الهدف من زيارة تواضروس الثاني للفاتيكان هو تقديم التهنئة للبابا الجديد بمناسبة اختياره لمنصب بابا الفاتيكان في مارس الماضي. ونفى إسحاق خلال وجوده، اليوم الخميس، بالمطار بصحبة البابا تواضروس الثاني قبل مغادرة الأخير إلى الفاتيكان، أن يكون من المقرر أن يتم خلال الزيارة إثارة مشكلات خاصة بالمسيحيين فى مصر، مؤكدًا أن البابا يؤمن تمامًا بأن مشكلات أقباط (مسيحيي) مصر هي مشكلات داخلية خاصة. وغادر البابا تواضروس الثاني مطار القاهرة، اليوم، متجهًا إلى الفاتيكان في أول زيارة خارجية له منذ اعتلائه الكرسي البابوي في شهر نوفمبر الثاني الماضي. وسيبحث الاثنان التعاون بين الفاتيكان (أعلى مرجعية للكاثوليك في العالم) والكنيسة القبطية الأرثوذكسية في زيارة تستغرق ستة أيام، وتشمل أيضا إيطاليا، بحسب مصادر كنسية. وأضافت المصادر ذاتها أن الزيارة لها أهداف أخرى هي: دعم الحوارات المسكونية (اللاهوتية) بين الكنيسة القبطية والفاتيكان، وتدشين أول كنيسة قبطية في الفاتيكان، والتوسط لتهدئة الأجواء المتوترة بين الفاتيكان والأزهر، بالإضافة إلى دعوة بابا الفاتيكان لزيارة مصر للمرة الأولى منذ تنصيبه. وشهدت العلاقة بين الأزهر والفاتيكان حالة من التوتر الشديد في عهد بابا الفاتيكان السابق بنديكت السادس عشر عام 2006، عندما ربط الأخير فى إحدى محاضراته بين الإسلام والعنف؛ مما أثار استياء الأزهر. ثم أعلن مجمع البحوث الإسلامية - التابع للأزهر - في فبراير2011 تجميد حوار الأديان بين الأزهر والفاتيكان، عقب تصريحات أخرى للبابا بشأن حادثة التفجير الذي استهدف كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية (شمال مصر)، والتي طالب فيها بحماية المسيحيين في مصر، وهو ما اعتبره الأزهر تدخلًا غير مقبول فى الشئون المصرية. وتعد زيارة تواضروس الثاني هي الأولى من نوعها منذ 40 عامًا، حيث كانت آخر زيارة قام بها بابا الكنيسة الأرثوذكسية المصرية للفاتيكان هي تلك التي قام بها البابا الراحل شنودة الثالث يوم 10 مايو 1973، حيث التقى مع بابا الفاتيكان الراحل بولس السادس. وتعد الفاتيكان أصغر دولة في العالم من حيث المساحة التي تبلغ 0.44 كم مربع، وتأخذ شكل شبه إهليلجي في قلب مدينة روما التي تحيط بها من جميع الجهات ويفصلها عنها أسوار خاصة.