قالت د. نيفين مسعد أستاذ النظم السياسية بجامعة القاهرة، أن النظام السوري، يقوم بعملية "تطهير" للمناطق الساحلية من سوريا من السنة تماماً تمهيداً لإقامة دولة علوية، كما يعتقد هو بفك الارتباط بين المناطق السنية والعلوية وتنظيف المناطق العلوية تماماً من السنة، وأن هذا يفسر المعارك الضارية الجارية الآن في منطقة القصير والتي تدخل في إطار تنظيف السواحل السورية من السنة. وقالت نيفين في كلمتها بندوة العاصفة السورية، التي أقيمت اليوم بالمركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، بالجيزة والذي يرأسه د. عبد المنعم سعيد أن النظام اضطر للجوء إلى أقصي درجات العنف باستخدام صواريخ سكود وراجمات الصواريخ وما يتردد عن استعماله أسلحة كيماوية بسبب الخسائر المهولة التي مني بها في الفترة الماضية. واستعرضت نيفين، في كلمتها الوضع السوري الداخلي، والتأثيرات المحتملة للإنفجار السوري علي دول الجوار. وقالت إن هناك قوي طائفية ومذهبية تعتقد عن حق أو دون حق أن هذا النظام حافظ لحقوقها ويدخل ضمن هذه القوي، بحسب نيفين الأكراد وبعض العلويون الذين يعتقد جزء منهم أن دفاعهم عن النظام دفاع عن وجودهم، إلا أنها قالت أن هناك مبالغة كبري في قضية الأكراد إذ يبلغ تعدادهم 2 مليون مواطن من إجمالي 23 مليون مواطن سوري. وأشارت نيفين مسعد إلي انقسام المعارضة السورية وأعضاء الائتلاف الوطني السوري حول مسألة الحوار مع بشار الأسد، وهو ما أدي في النهاية إلي استقالة الشيخ معاذ الخطيب رئيس الإئتلاف الوطني السوري السابق. وقالت نيفين إن لبنان وهو أكثر دول الجوار السوري عرضة للإنفجار، اتخذ سياسة النأي عن النفس إلا أن المجتمع اللبناني والقوي اللبناني التي غالباً ما تكون أقوي من مؤسسات الدولة تدخلوا في لبنان وخاصة حزب الله الذي أعلن بشكل صريح ضرورة دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأكدت نيفين أن لبنان والعراق هما أكثر دولتين معرضتين لخطر الانقسامات الطائفية والتأثر بمرحلة ما بعد الأسد، خاصة وأن العراق أيضاً يشهد إرهاصات ومبررات لإعادة تشكيل خريطته السياسية، وهو ما يفسر دفاع العراق عن سوريا وتحولها لمعبر لتوصيل السلاح إلى الأسد، وقالت إن الأجواء الطائفية أصبحت تخيم علي المنطقة خاصة مع وجود تربة خصبة للانقسامات. الأردن أيضاً يعاني من احتمالات قلاقل وعدم استقرار سياسي في الداخل، كما أنه يعاني من النزوح وخطر وجود القوات الأمريكية التي تقوم بتدريب مقاتلي المعارصة السورية وهو ما قد يستفز أنصار الأسد لاتخاذ رد فعل انتقامي. ويظل المتداخل الكبر في النزاع السوري الجاري منذ أكثر من عامين هو إيران التي لم ينجح شيء في فك ارتباطها بنظام الأسد الأب والإبن علي حد سواء، فهي تري أن سوريا هي المدخل والمعبر للمنطقة العربية في ظل العقوبات والحظر المفروض عليها وهو ما يعني أن إيران لن تترك الأسد وستخوض معركة سوريا إلي النهاية. وقالت نيفين إن إيران تحاول الآن كسب أراض جديدة بديلة عن سوريا من خلال تدعيم نفوذها في العراق وتبادل العلاقات الدبلوماسية مع مصر، التي أصبحت مهمة جداً بالنسبة لها. وعن إسرائيل قالت نيفين مسعد إن دخول إسرائيل علي خط النزاع السوري عبر الضربات الجوية التي نفذتها ضد مجمع الجمرايا يربك المشهد تماماً، خاصة وأن إسرائيل تسعي من زمن بعيد إلي فك الارتباط بين سوريا وإسرائيل. وشرحت نيفين تعقد المشهد التركي إذ تخشي تركيا من انفجار الأمور علي حدودها مع وجود الأكراد، وهو ما أدي بها إلي محاولة تسوية الملف الكردي بأي وسيلة لكن إيران تسعي لإفساد الاتفاقية بعرضها السلاح علي حزب العمال الكردستاني لتضمن التحكم في النزاع. وقالت نيفين إن النموذجين الليبي واليمني غير ممكنين في سوريا وأن الأرجح هو أننا سنري نموذجًا سوريًا جديدًا، قد تتفكك فيه سوريا بشكل فعلي ولكن ستظل موحدة بالمعني القانوني.