اعتبر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان أن رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض الذى استقال من منصبه يوم 13 من أبريل الجارى كان يمثل "الربيع العربى" قبل قيام ثورات الربيع العربى. وأكد فريدمان - في مقال له نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية - أن فياض كان يمثل ربيعا عربيا يتوقع أن يثمر عن جيل جديد من زعماء عرب ينصب تركيزهم على تحقيق التنمية البشرية لشعوبهم وليس ثراء أسرهم أو عشائرهم أو حزبهم. وقال إن الأمر المحبط حقا أن هذا النوع من المسئولين الذين يتميزون بالنزاهة والقيادة التى تركز على تنمية المؤسسات والذى يمثله فياض، لم يكن مدعوما بما فيه الكفاية من قادة فلسطينيين آخرين، ولا الدول العربية ولا إسرائيل ولا الولاياتالمتحدة، فضلا عن أنها حقيقة لا تبشر بالخير بالنسبة للثورات فى مصر وسوريا وتونس التى لا تحظى بمسئول قيادى مثل فياض على رأس السلطة. وأضاف الكاتب أن فياض كان مسئولا سابقا فى صندوق النقد الدولى، ثم جاء فى المرتبة الأولى على الساحة السياسية عندما عين وزيرا للمالية بالسلطة الفلسطينية فى عام 2002 بعد أن سئم المانحون من رؤية مساهمتهم تتحول إلى أيدى الفساد. وبعد توليه منصب رئيس الوزراء فى عام 2007 بفترة وجيزة، ظهر مصطلح "الفياضية" الذى يمثل فكرة شديدة الندرة تعنى ضرورة اعتماد شرعية أى زعيم عربى على أسلوب فى تولى السلطة يتميز بالشفافية والمرونة وخاضع للمساءلة وليس الشعارات ولا مقاومة إسرائيل ولا العرب ولا الخدمات الأمنية. وقد قام فياض بإغلاق جميع الحسابات المصرفية المشبوهة وعارض أوامر الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات من خلال تمسكه بدفع رواتب جميع المسئولين الأمنيين عن طريق حساب مصرفى مباشر. كما يعتبر فياض أيضا أول مسئول حكومى عربى يكشف عن ميزانية حكومته كاملة على شبكة الإنترنت، معلنا شفافية جديدة لم تشهدها المنطقة العربية ككل، وأنه كان يلعب دورا قياديا فى إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية فى الضفة الغربية، فضلا عن محاولة بناء مؤسسات فلسطينية. وقال الكاتب الأمريكي إن حركة حماس كانت غير مرحبة بفياض الذى كان يغار منه العديد من مسئولى السلطة الفلسطينية، ولكنه تحصن بالنجاح الذى حققه حتى عام 2011.