بقلم توماس فريدمان خبير شئون الشرق الأوسط بجريدة نيويورك تايمز ترجمة داليا طه نقلا عن النيويورك تايمز لقد حصلت علي معلومات سرية للغاية...فهل أنت مستعد لسماعها؟ مؤشر القدس. ما هذا؟ إنه سوق فلسطين، أو بورصة فلسطين... مقرها في مدينة نابلس في الضفة الغربية، وقد سجل مؤشر القدس أقوي معدلات له هذا العام وهنا تكمن قصة. قال لي سمير حليلة الرئيس التنفيذي لشركة فلسطين للتنمية والاستثمار وصاحب أسهم في البورصة :" لقد تجاوزت البورصة الفلسطينية جميع أسواق الأوراق المالية في معظم البلدان العربية".وقد بدأت شركة فلسطين للتنمية والاستثمار والتي أنشئت عام 1996 ب19 شركة وأصبح لديها الآن 41 ومن المتوقع أن ينضم إليها 8 آخرون. ومن ضمن الشركات البنك التجاري الفلسطيني ومركز نابلس الجراحي وشركة كهرباء فلسطين والشركة العربية الفلسطينية لمراكز التسوق. وتوقع سمير حليلة أن تصعد البورصة الفلسطينية حتي تصل إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية وتكون هي المتحكمة في قضية سلام فلسطين.. ويعد التوسع في مؤشر القدس جزءاً من التغييرات التي بدأت في الضفة الغربية في السنوات القليلة الماضية تحت قيادة رئيس الوزراء سلام فياض ، وهو رجل اقتصادي سابق بالبنك الدولي أطلق العنان لثورة فلسطينية حقيقية وهي ثورة تقوم علي بناء القدرات والمؤسسات الفلسطينية ليس فقط لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، بل لبناء اقتصاد إسرائيلي حقيقي قوي وفعال وشفاف. يسعي فياض والرئيس الفلسطيني محمود عباس إلي تحسين الاقتصاد الفلسطيني حتي تكون المقاومة صامدة. وقد أخبرني سمير حليلة أن فياض قال لهم: 'أنت ومجتمع رجال الأعمال لستم مسئولين عن إنهاء الاحتلال بل عن توظيف الناس، وهذا يعني أنه ينبغي عليك أن تكون جزءا من العالم العالمي، وضمن عجلة التصدير والاستيراد". وفي اجتماع له قبل أسبوعين بمكتبه في رام الله ، وجدت فياض الخبير الاقتصادي الذي تحول إلي سياسي متفائلا حيث شعر بأنه قد بني شعبيته بهدوء من خلال توفير مياه الآبار، والمدارس الجديدة، وبالتالي لم يعد هناك نظام الفترتين وأنشأ محطة لمعالجة المياه المستعملة. وقد قال لي أكبر مسئول عسكري إسرائيلي إن فياض بني قوة أمنية جديدة أجبرت اسرائيل علي أن تضع نقاطاً تفتيشية أكثر داخل الضفة الغربية بسبب تدفق التجارة الداخلية والاستثمار. ومع ذلك، لا تزال جهود بناء الدولة بين عباس وفياض هشة حيث يعتمد كل منهما علي فريق صغير من الخبراء المتخصصين ونخبة من رجال الأعمال الفلسطينيين وبالتالي هم بحاجة الي توسيع الدائرة ومزيد من التحديات لبناء كوادر فلسطينية في الضفة الغربية. ومن أكثر الأشياء التي عززت منهج "الفياضية" في الضفة الغربية هو طلب باراك أوباما الرئيس الأمريكي من رئيس وزراء فلسطين نتانياهو التنازل تدريجيا عن سيطرته علي كبري مدن الضفة الغربيةالفلسطينية إلي السلطة الفلسطينية ، الأمر الذي أظهر شعبية فياض الذي قال: "بناء دولة مستقلة لا يعني التكيف مع بقاء الاحتلال". ومع ذلك، لا يروق منهج "الفياضية" لبعض العرب الذين وقعوا في حبهم مع فكرة "الفلسطينيين ضحايا دائمين" حيث يريدون أن يقوموا بدور الحماة الذين يريدون استرداد فلسطين والكرامة العربية وبالتالي يصفون جهود فياض بأنها جهود زائفة. وتعد الإمارات الدولة العربية الوحيدة التي أقدمت علي تقديم مساعدة مالية حقيقية الأمر المخزي للعرب جميعا.