عادت قضية الجاسوس الإسرائيلى سلمان عودة ترابين إلى دائرة الضوء تلوح فى الأفق من جديد، بعد إعلان التليفزيون الإسرائيلى صباح اليوم عن دخوله في إضراب عن الطعام كنوع من الضغط على الحكومة الإسرائيلية، والمطالبة بتسليمه إلى إسرائيل. لم تكن تلك هى المرة الأولى التى تعود فيها قضية "عودة ترابين"الجاسوس الإسرائيلى المحبوس داخل بالسجون المصرية بليمان طرة منذ عام 2000 إلى دائرة الضوء، فقد سبق وأن طلبت إسرائيل من مصر تسليمه عدة مرات بصفته مواطنا إسرائيليا، وكانت آخر تلك المحاولات فى المراحل الأولى من صفقة إيلان جرابيل، الذى أطلقت مصر سراحه في مقابل الإفراج عن 25 سجينا مصريا في السجون الإسرائيلية، ورفضت مصر آنذاك الطلب الإسرائيلي, ليدخل "ترابين" فى صفقة مستقلة. وقدعاودت إسرائيل طلبها بالإفراج عن الجاسوس الوحيد فى السجون المصرية الذى يحمل الجنسية الإسرائيلية على الرغم من أصوله المصرية، وكان ذلك إبان فترة تولى المجلس العسكرى السلطة فى مصر، وأعلنت وسائل الإعلام آنذاك عن إجراء مفاوضات بين مصر وإسرائيل لتنفيذ صفقة تبادل الجاسوس الإسرائيلي عودة ترابين مقابل إعادة 63 مصريا في السجون الإسرائيلية. وجاء طلب إسرائيل، وبشكل رسمى تسليم الجاسوس بعد الأحداث التى شهدتها منطقة وسط سيناء بقيام مجموعات من أهالي المصريين المسجونين في إسرائيل، بقطع طريق بمنطقة وسط سيناء، فى ذلك الوقت ، واحتجاز سيارة تابعة لقوات حفظ السلام الدولية وبها30 ضابطا وجنديا، للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم أسوة بالمصريين الذين أطلق سراحهم فى صفقة الجاسوس إيلا جرابيل. ورغم الإعلان عن بدء المفاوضات بين الجانبين المصرى والإسرائيلى لتسليم عودة ترابين مقابل الإفراج عن جميع المصريين المسجونين فى إسرائيل بحيث لا يتبقى مصرى واحد فى السجون الإسرائيلية، إلا أن المفاوضات لم تدخل حيز التنفيذ. يذكر أن سليمان الترابين من مواليد يوليو 1981(بدوي الأصل )تعود أصوله لقبيلة الترابين وهي من أكبر القبائل الفلسطينية التي تمتد في سيناء، والنقب في فلسطين وهو محتجز في ليمان طرة منذ عام 2000م وقد حكم عليه بالسجن 15 عامًا، منذ إلقاء القبض عليه في العريش أثناء زيارته لشقيقته التي تعيش في القاهرة. ووجهت النيابة له تهمة نقل معلومات عسكرية حساسة لإسرائيل، وذلك بناء على أدلة وبراهين قوية، حكمت بها محكمة أمن الدولة عليه لإدانته بالخيانة العظمى للوطن بالتجسس لإسرائيل، وأن حكم المحكمة ليس له استئناف. يذكر أن التليفزيون الإسرائيلي قال في تقرير له، صباح اليوم الأربعاء: إن إعلان الإسرائيلي سليمان عودة الترابين، عن دخوله في اضراب عن الطعام يمثل ضغطا كبيرا وامتحانا صعبا علي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خاصه وان عائله الترابين تطالب بمساواته مع الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي سقط في الأسر وبقي مسجونا في غزه لمده تزيد عن خمس سنوات. وهنا يبقى السؤال الذى يطرح نفسه، لمصلحة من عودة الحديث مجددا حول الجاسوس الإسرائيلى بمصر؟، سواء حول إضرابه عن الطعام، أو جنسيته كونه مصريا أو إسرائيليا، أو حول إمكانية حدوث صفقة جديدة للمساومة عليه؟.