شهدت مراسم دفن رئيسة الطائفة اليهودية كارمن وينشتاين إجراءات أمنية مشددة، وصلت إلى حد مشاركة أفراد من أمن السفارة الإسرائيلية بالقاهرة فى تفتيش الداخلين إلى مقابر اليهود بالبساتين، والكشف عن هوياتهم، رغم انتشار عدد كبير من أفراد الشرطة وعناصر الأمن الوطني داخل المقابر، والذين اضطلعوا على هويات الصحفيين، فيما فحصها مدير أمن السفارة الإسرائيلية بنفسه. وقد حرص مدير أمن السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، على التأكد من هويات الصحفيين والعاملين بوسائل الإعلام قبل أن يسمح لهم بالدخول إلى المقابر، مما أثار استغراب الصحفيين والإعلاميين، حيث كان مدير أمن السفارة يسأل الداخلين عن أسمائهم وأعمارهم ومقارنتها بالهويات. وكان هناك تنسيقًا بين الشرطة المصرية ومدير أمن السفارة الإسرائيلية، قبل السماح للصحفيين بالدخول والتقاط الصور، حيث حدد مدير أمن السفارة الإسرائيلية، الذي كان يتحدث العربية أحيانا، بنفسه المكان الذي سيتم تخصيصه للصحفيين، وقام باستعمال جهاز الكشف عن المتفجرات بأرجاء المكان قبيل حضور السفير الإسرائيلي يعقوب أميتاي. يذكر أن عددا لا بأس به من الضباط المكلفين بتأمين المقابر، كانوا يتحدثون العبرية مع أفراد الأمن الإسرائيليين. كان مثيرا للدهشة أنه رغم الإجراءات التأمينية التي بدت "مشددة"، إلا أنه كان من السهل علي أي شخص أن يقفز فوق أسوار المقابر المنخفضة والمتهدمة. وتم إحضار جثمان وينشتاين، قبل موكب الطائفة اليهودية بمصر، وموكب السفير الإسرائيلي بقليل، ولم يتم إخراج الجثمان حتى وصولهم. وبدا واضحًا أن مقابر اليهود بالبساتين، تشهد فوضى عارمة، إذ تهدمت الكثير من شواهد القبور، وتناثرت فيها القمامة، وتهدمت الكثير من أسوارها، وكانت مثار انتقاد ماجدة هارون، الرئيسة الجديدة للطائفة اليهودية بمصر، والتي انتخبت خلفا لوينشتاين، والتي قالت: "طلبنا وسائل الإعلام عشان ييجيوا يشوفوا الزبالة اللى هنتدفن فيها". وأضافت في تصريحات صحفية: "لا يمكن أن أطالب بترميم المقابر بينما تحوطها منطقة عشوائية ربما لا يجد سكانها الماء لأن الحي أبقى من الميت". وقال أحد المسئولين عن تأمين المقابر، خلال عملية الدفن، إن كارمن زارت المقابر بنفسها منذ حوالي أسبوعين للاطلاع على حالتها وقررت ترميم بعض أسوارها وتحسين حالتها إلا أن القدر لم يمهلها لفعل ذلك. كان من بين الحاضرين للجنازة، الفنانة نهى العمروسى، التي قالت إنها إصرت على الحضور للتأكيد على أنها ضد التمييز ضد أى مواطن مصر، وأن اليهود مثلهم مثل كل مصري، يحبون بلادهم. كما شهدت عملية الدفن حضورا كثيفا لوسائل الإعلام ووكالات الأنباء الأجنبية.