لا يتخطى رد الخارجية الأمريكية على نظيرتها المصرية بشأن إدانة واشنطن للملاحقات القضائية لعدد من الإعلاميين في مصر، كونه "مجرد رسائل عتاب" متبادلة تهدف إلى التعبير عن مواقف محددة تجاه قضايا بعينها، وليس تجاه نظامين "ما زال حبل الود موصولا بينهما"، وفقا لخبراء سياسيين تطابقت آراؤهم في تصريحات لوكالة "الأناضول". ما حدث بين واشنطنوالقاهرة، اعتبره أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكيةبواشنطن، إدموند غريب، "رسائل متبادلة بين الإدارة الأمريكية والنظام الحالي في مصر". وتابع: "من جهة هناك قلق لدى الإدارة الأمريكية بشأن القضايا التي تتعلق بدعم منظمات المجتمع المدني وحرية التعبير بالنسبة للإعلاميين وقمع المعارضة، ومن جهة أخرى هناك قلق لدى حكومة (الرئيس المصري محمد) مرسي بشأن التدخل في الشؤون المصرية". ورأى إدموند أن "الإدارة الأمريكية ما تزال تدعم النظام الحالي في مصر، غير أن قلقها دفعها إلى توجيه رسائل خاصة لا تخاطب بها النظام الحاكم فقط، وتختص بالحريات التي لطالما دافعت عنها واشنطن.. وقد دفعت رسائل واشنطن مؤسسة الرئاسة في القاهرة إلى إصدار بيان رسمي يحمل رسالة إلى الولاياتالمتحدة مفادها: لا نقود حملة ضد الإعلاميين". وهو نفسه ما تحدث عنه الناطق باسم النيابة العامة في مصر مصطفى دويدار، حيث قال إن "جميع البلاغات المقدمة ضد إعلاميين لم تتقدم بها مؤسسة الرئاسة، بل محامين ومنظمات حقوقية مصرية". وبحسب إدموند فإن "تقدم هؤلاء المحامون ببلاغات تثير الأسئلة حول تطوعهم للدفاع عن الرئيس، خاصة مع انتمائهم للتيار الإسلامي". ويتهم أحد البلاغات الإعلامي المصري جابر القرموطي، مقدم برنامج "ماشنت" على إحدى القنوات التليفزيونية الخاصة، بتكدير السلم العام وإهانة الرئيس. وبحسب الأكاديمي والخبير الإعلامي المصري، ياسر عبد العزيز، فإن "الولاياتالمتحدة تساند جماعة الإخوان المسلمين بشكل واضح في القضايا الاقليمية". قبل أن يستدرك قائلا: "لكن فيما يخص الإعلام ومسائل حقوق الإنسان والمرأة فمن الصعب ان تبتلع الإدارة الأمريكية الأخطاء الكبيرة.. ورغم كل شئ فإن حبل الود يظل موصولا بين واشنطنوالقاهرة، ولا يتخطى الأمر كونه رسائل من وإلى". ورأى عبد العزيز أن "جماعة الإخوان أصبح لديها قناعة بأن تخفيف الانتقاد الشعبي والشعور العارم بالغضب تجاه مستوى أداء السلطتين التنفيذية والتشريعية لن يأتي إلا بقمع الإعلام وتقييده من خلال تقديم البلاغات". ووفقا لأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، طارق فهمي، فإن "الثقافة المصرية لم تعتد توجيه النقد للرؤساء بهذه الطريقة.. (الرئيس محمد أنور) السادات كان يتعامل بمنطق الرئيس الملهم، ومرسي يتعامل بمنطق أنه خطيب وأستاذ جامعة؛ لذلك لا يجب أن يطاله النقد بهذا الشكل".