هاجم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، نائبه الأسبق علي سالم البيض الذي يقود من مقر إقامته خارج اليمن فصيلاً متشدداً في المعارضة الجنوبية يدعو إلى الانفصال عن الشمال، واتهمه بتلقي الأموال من إيران، وذلك في كلمة مقتضبة ألقاها وسط الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا في أكبر ميادين العاصمة صنعاء، احتفالاً بمرور عام على تسليمه السلطة إلى خلفه الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي. وهذا أول ظهور للرئيس السابق منذ بيان مجلس الأمن في 15 (فبراير) الذي هدد فيه صالح والبيض من مغبة تماديهما في إعاقة عملية انتقال السلطة في اليمن، ملوحاً باتخاذ عقوبات بحقهما تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، وهو الأمر الذي رفضه صالح في حينه، مطالباً المجلس في بيان صادر عن حزبه بإيضاحات حول الأعمال التي يقوم بها وتُعتبر عرقلة للعملية السياسية. وقال صالح إن الوحدة اليمنية ليست قابلة للأخذ والرد، وأضاف: "شعبنا في الجنوب موحد ومع الوحدة، قلة قليلة فقط مع الانفصال وهم الذين يدفع لهم من الخارج، ولن نرهن الوطن لإيران أو غير إيران". وانتقد صالح في خطابه المقتضب أعمال العنف خلال الأيام الماضية في عدن وحضرموت (جنوب)، وسقط فيها قتلى وجرحى من قوات الأمن وأنصار "الحراك الانفصالي"، وكرر عبارة "لا للانفصال" أكثر من مرة، فيما دعا إلى التصالح والتسامح و "بدء صفحة جديدة في اليمن، وطيّ صفحة الماضي بكل سلبياته وإيجابياته". وأضاف صالح في سياق تعريضه بعلي سالم البيض من دون أن يسميه: "فليسقط الدفع الخارجي، وعلى الذي يدفع من الأموال التي حوشها (جمعها) في حرب صيف 1994، ألا يقتل أبناءنا في عدن وحضرموت»، مؤكداً في الوقت نفسه "حق التعبير السلمي عن الرأي". وتجنب الرئيس السابق مهاجمة حكومة الوفاق الوطني التي يشغل حزبه وحلفاؤه نصف حقائبها الوزارية، وبدا أكثر هدوءاً مؤكداً أن الهدف من احتشاد أنصاره في "مسيرة الوفاء" هو مساندة الرئيس هادي. وقال: "إن مسيرة الوفاء هي احتفال بيوم التداول السلمي للسلطة عندما نقلناها في 21 واحتفلنا بها في 27 شباط ونقلناها إلى الزميل العزيز الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي سنقف إلى جانبه من أجل أمن الوطن واستقراره".