نظم فرع ثقافة الفيوم احتفالية للتنديد بحادث تفجير كنيسة الإسكندرية تحت عنوان "مصر شعب واحد" على مسرح قصر ثقافة الفيوم، بحضور عدد كبير من القساوسة والشيوخ الذين اتسمت كلماتهم بالمصارحة الشديدة. وقال الشيخ مصطفى العطفى، عميد معهد الدعاة، خلال كلمته بالاحتفالية مساء أمس، "نحن هنا لتأصيل الوحدة الوطنية وطول عمرنا لا نعرف مسيحيا من مسلم، ففى شهر رمضان لم يوقد مسيحى سيجارة فى الشارع احتراما لشعور المسلم ولا يأكل ولا يضحك أحد على الآخر، ولا يتهكم عليه، وفى ثورة 19 اختلطت الدماء حيث استشهدت مريم عزيز وعطيات محمد وهما تحملان علم مصر فضلا عن أن الرسول قال "أوصيكم بأقباط مصر"، مشيرا إلى أن مصر مستهدفة باعتبارها بوابة العالم العربى. وأضاف أن الانبياء أمهاتهم شتى على مر العصور ولكن دينهم واحد. ومن جانبه، قال القس لوقا يوسف، مندوبا عن نيافة الأنبا إبرام، أسقف الفيوم: إن حادث الإسكندرية استطاع أن يبث صحوة كبيرة بين أبناء الشعب المصرى لم تحدث منذ سنوات طويلة، وهو أمر إيجابى يجب أن الاستفادة منه، مؤكدا أنه لو أدرك جناة حادث الإسكندرية أن الحدث ينتج عنه زيادة الوحدة الوطنية ما فعل هذا. وقال "أرجو منكم سعة الصدر فيما سأقول فأنا أريد أن أتحدث بصراحة لأن بعض المسيحيين يشعرون بالتجاهل فى بعض الأمور وإننى أنظر إليهم وكأنهم غير موجودين فى مصر، ففى طابور الصباح فى المدارس تقال نصوص إسلامية فقط، ولا يقال شىء للمسيحيين، والمناهج الدراسية أيضا لا تدل على وجود مسيحيين وتتضمن نصوصا إسلامية فقط وهو ما يرسخ لدى التلاميذ بأنه ليس هناك زملاء مسيحيون، وكذلك بعض السلوكيات سواء فى المواصلات أو أى جهة أخرى، والشخص المتدين لا يوظف الدين ولكنه يهتم بعقيدته ويحافظ على الآخر". وأضاف أن المسيحيين لا يحتمون بالسلاح كما قال البعض ولكنهم يحتمون فى سلاح الإيمان ونحن نحب مصر ونحن أبناؤها. وأكد أحمد صبرى البكباشى، رئيس المجلس الشعبى المحلى للمحافظة، على ضرورة الاهتمام بالتعليم وتفعيل دور المدارس وتربية الأبناء على مفهوم الوحدة الوطنية، قائلا "نحن لا نعرف فرق بين مسلم ومسيحى فعلى الأم دور كبير فى توعية أبنائها، فلو أصلحت منزلها انصلح حال المجتمع". وألقى عدد من شعراء الفيوم أبيات شعرية عن الوحدة الوطنية من بينهم عبد الكريم عبد الحميد ومحمد حسنى وسيد كامل ومحمد ياسين ثم اختتمت الاحتفالية بفقرات فنية لفرقة الإنشاد الدينى بقصر الثقافة بقيادة المايسترو أشرف عمار، من بينها أغنية "عاش الهلال مع الصليب".